¸¸ بعض الأسماء وهبها الله كاريزما تحرك المياه الراكدة دون أن ترمي حجرا..!!
¸¸ سامي الجابر واحد من تلك الأسماء في الساحة الرياضية الذي ينطبق عليه وصف الرومانسي نزار قباني «لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار» فعندما يطرح اسمه في أي ملف عالق، أو أي قضية منظورة، لا يمكن أن تجد الحياد إلا ما ندر، فالقاعدة هي حب أعمى أو كره أعمى منه بمراحل، فهو حالة نادرة لا تستوعبها لغة الحياد، ولا منطق العقلاء، ولا موضوعية الطرح والمد والجزر في الآراء المختلفة.
¸¸ كنت وغيري أتفهم هذه المعادلة، وأعني بها الحالة الخاصة بالجابر، عندما كان لاعبا وإداريا ومدربا في الهلال، وهذا أمر طبيعي لجماهير وإعلام وقناعات، لأنها تدخل في لعبة الميول، وهذه الرؤية موجودة في كل العالم، فقد تجد مدريديا يكره ميسي أكثر من حبه لرونالدو، والعكس صحيح، لأن ذلك نابع من النظرة الشمولية وليس الشخصية «النادي وليس النجم» ولكن بمجرد انتهاء علاقة كل لاعب مع ناديه، تنهي هذه النظرة.
¸¸ لكن حالة سامي الجابر، يبدو أنها لا تتعلق بالشمولية «النادي» بل هي شخصية بامتياز « الاسم « بدليل أن بعض من يكره الهلال سابقا بوجود سامي يتمنى الفوز للأزرق على الليث، لأن الجابر أصبح مدربا للأخير، والعكس صحيح فإن البعض الذي يهيم عشقا في الهلال بوجود سامي سابقا، ردة فعله لو خسر فريقه من الشباب والجابر مدربا ستكون باردة وربما في بعض الأحيان « مبتسمة « وهذا واقع وليس ضربا من الخيال..!!
¸¸ ولأنه سامي، فقد نجد هذه التناقضات مبررة للجانبين في حالة الحب الأعمى والكره الأعمى منه، وَمِما يزيد هذا الطرح تعقيدا، أن المتفرجين وهم قلة، ربما يندفعون مع كل اتجاه أكثر من طرفي النزاع، كل حسب مصلحة فريقه، فقد نجده مع الجابر في مرحلة ما، وضده في مرحلة أخرى.
¸¸ ولأنه سامي، فقد يضخم منه كل عمل صغير من الكارهين، ويقلل من حجم أخطائه من المحبين، وهذا المنوال كان عنوانا لمراحل الذئب لاعبا وإداريا ومدربا في كل محطاته حتى مع فرق غير ناديه الأصلي.
¸¸ ولأنه سامي، فقد بقي كارهوه عندما كان في الهلال هم نفس الأسماء عندما درب الشباب، والعكس صحيح بقي محبوه في مواقعهم، وهذا ما يفسر لنا حالة الجابر الخاصة في ساحتنا الرياضية.
¸¸ ولأنه سامي، فقد تبين لنا أن توهج هذا الاسم لا يعتمد على ناد أو أي مؤسسة رياضية أخرى، فهو ليس كالسمكة عندما تخرج من البحر تموت، كما هي بعض الأسماء اللامعة عندما خرجت من أنديتها الكبيرة إعلاميا وجماهيريا ذهبت مع الريح، أو تقلصت شعبيتها وانقلبت عليها جماهيرها، أو حتى أفل نجمها وتوهجها ولمعانها، فالجابر خرج من الهلال وما زال الكثير من الهلاليين متيما بهذا الاسم، ولم يفقد الذئب حضوره الاخاذ وهو يدرب الشباب البعيد عن الإعلام والجمهور مقارنة بالفرق ذات الشعبية الجارفة في المدرجات والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبَقي سامي الجابر متوهجا اسما بغض النظر عن موقعه...!!