أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء السبت القادم؛ بجدة لبحث جريمة ميليشيات الحوثي والمخلوع؛ التي استهدفت مدينة مكة المكرمة بصاروخ باليستي، يأتي ذلك مع تواصل إدانات وشجب واستنكار عربي واسلامي وعالمي للجريمة الشنيعة والتحدي الذي اظهرته الميليشيات الانقلابية باستفزازها لمشاعر نحو ملياري مسلم حول العالم، مع اطلاق تحذيرات لنظام إيران من تدخله بشؤون الدول الإسلامية والمملكة تحديدا، والتشديد عليه بالكف عن استهدافه للمقدسات الإسلامية من خلال أذرعه الإرهابية المتمثلة في الميليشيات الحوثية. في غضون ذلك، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني، عن عقد اجتماع طارئ لأعضاء اللجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية السبت القادم، في مقر الأمانة العامة بمدينة جدة، والمقرر فيه بحث التطور الخطير المتمثل في إطلاق ميليشيات الحوثي وصالح صاروخاً باليستياً استهدف مكة المكرمة قبلة المسلمين. وأدانت المملكة المغربية بقوة إقدام الميليشيات الحوثية إطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة، معتبرة ذلك «عملاً إجرامياً منبوذاً لا يمكن السكوت عنه لما يحمله من انتهاك للحرمات المقدسة الإسلامية ومن استهتار بمشاعر ملايين المسلمين عبر العالم ومن محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة. ونقلت الصحف المغربية مجمل ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية المنددة بمحاولة الميليشيات المجرمة استهداف مكة المكرمة بالصاروخ الباليستي الذي تمكنت قوات المملكة من تدميره على بعد 65 كلم منها. مسيرات للدفاع عن الحرمين شهدت المدن الباكستانية سلسلة من المسيرات والوقفات الشعبية بقيادة جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان، وحركة الدفاع عن الحرمين الشريفين، تنديداً لمحاولة الميليشيات الحوثية الإرهابية استهداف منطقة مكة المكرمة بإطلاقها صاروخا باليستيا. وشارك في المسيرات رئيس جمعية أهل الحديث المركزية عضو مجلس الشيوخ الباكستاني البروفيسور ساجد مير في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، وعدد كبير من أبناء الشعب الباكستاني؛ الذين رفعوا لافتات تدين جرائم الميليشيات وتدخلات إيران في شؤون الدول الإسلامية. وقال البروفيسور ساجد مير في كلمته أمام المسيرة: إن محاولة الميليشيات الحوثية استهداف قبلة المسلمين كشفت عن مخططات القوى الإقليمية التي تقف وراءها لضرب مقدسات المسلمين، مشيراً إلى أن استهداف مكة المكرمة لم يسبق فيها الحوثيين أحد سوى القرامطة وأبرهة الحبشي.
وأكد مير تأييد الشعب الباكستاني لقرارات الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ في الدفاع عن أمن بلاد الحرمين الشريفين، ووقوف الأمة الإسلامية مع المملكة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وصيانة حرمة المقدسات الإسلامية، داعياً الدول الإسلامية إلى تدارك الخطر.
وحذر من المخططات التي تدعمها إيران بتدخلها في شؤون الدول الإسلامية ومساندتها للتنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى استهداف أمن الحرمين الشريفين بمختلف الأساليب والطرق. من جهتهم، وفي مؤتمر عقدته جمعية مجلس علماء باكستان في مدينة لاهور،استنكر علماء وسياسيون في باكستان بشدة محاولة استهداف الميليشيات الحوثية الإرهابية مكة المكرمة، عادين ذلك إعلان حرب على الأمة الإسلامية. وبحضور عدد من العلماء والشخصيات السياسية والفكرية عقدت الجمعية مؤتمرا بعنوان، (الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين)، وأوضح رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي أن هذه المحاولة الفاشلة كشفت عن النوايا الحقيقية للحوثيين وأعوانهم، وهي ضرب للإسلام والمسلمين واستهداف قبلتهم ومقدساتهم، واصفاً المليشيات الحوثية بالشرذمة المستأجرة، واصفا اياهم بـ«أعوان المجوس وأعداء المسلمين».
وتبنى المؤتمر عدداً من القرارات أهمها الوقوف مع المملكة ومساندة قراراتها في الدفاع عن أمنها وأمن الحرمين الشريفين، وإبداء الثقة الكاملة في قدرتها على الدفاع عن الحرمين الشريفين، والإشادة بالجهود التي تقدمها في خدمة الحجاج والمعتمرين إلى جانب العناية بالحرمين الشريفين.
ودعا المؤتمر المسلمين والدول الإسلامية بأسرها إلى التأهب والوقوف مع قيادة المملكة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية، مؤكدا أن الحرمن الشريفين خط أحمر، وسيكون أهل الإسلام في باكستان في خندق واحد، تحت إمرة المملكة.
##وتتواصل إدانات جريمة الحوثيين
من جهتها، أعربت موريتانيا عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعمل الإرهابي الجبان لاستهداف منطقة مكة المكرمة بصاروخ بالستي من قبل الميليشيات الحوثية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، في بيان، بثته الوكالة الموريتانية للأنباء: حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان، الذي يهدف إلى ترويع قاطني مكة المكرمة الآمنين والوافدين إليها من جميع أصقاع المعمورة». وعدت موريتانيا تعرض مكة المكرمة، أقدس المقدسات الإسلامية، إلى إطلاق صاروخ، هو تحد سافر واستفزاز خطير لمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء.
وأشادت الحكومة الموريتانية بجاهزية وكفاءة القوات المسلحة للمملكة، التي تصدت بنجاح لهذا الهجوم الصاروخي، مما حال دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات.
إلى ذلك، أدانت بشدة الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، العملية الإرهابية الدنيئة التي قامت بها الميليشيات الحوثية المتمثلة في محاولة استهداف بيت الله الحرام «مكة المكرمة» قبلة المسلمين، ووصف الأمانة العامة هذا التصرف بالعمل الإرهابي وعدته تجاوزا لكل الخطوط الحمراء بما فيها الشرائع السماوية وكافة الأديان وكذلك كل القوانين والمواثيق الدولية. وأشارت الأمانة في بيان صحفي؛ افتتحته بقول الله تعالى: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»، إلى أن استهداف قبلة المسلمين هو استعداء لمليار ونصف المليار مسلم يتوجهون إليها كل يوم وليلة خمس مرات. وأكد البيان أن ذلك مخالف للقوانين الدولية الإنسانية والأعراف الدولية، ويعد استفزازا لمشاعر اللحمة الإسلامية وزعزعتها.
وقال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني: إن استهداف قبلة المسلمين هو استفزاز للأمة الإسلامية، وهو من ضرب الاستخفاف بمقدسات الأمة، ويمثل تطوراً خطيراً لانتهاك حرمة العاصمة المقدسة، ومهد الرسالة، وبمشاعر ضيوف الرحمن بشكل خاص، والمسلمين عموماً في بقاع الأرض. وأضاف: إن ما تقوم به المملكة من خدمات لا تحصى وسهر لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، جعل ضيوف بيت الله الحرام من المعتمرين والمصلين يكملون عبادتهم دون قلق من قدرة المملكة على حمايتهم ورعاية المقدسات، ودون أن يساورهم شك في أنهم في رعاية الله تعالى ثم رعاية خادم الحرمين الشريفين.
وأوضح أن الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي ترى في هذا التصرف العدواني والإرهابي خطورة جسيمة في ترويع الآمنين، تدعو إلى أخذ الاعتداء على محمل الجد، مع مطالبة المجتمع الدولي وكل المنظمات الإقليمية باتخاذ كل الخطوات الإجرائية لمحاسبة الميليشيات الحوثية العابثة بالأديان وبالمقدسات.