لا تزال الغضبة والإدانات تتواصل في وجه الميليشيات الانقلابية لاستهدافها قبلة المسلمين وتوجيههم صاروخا باليستيا تجاه مكة المكرمة، في سابقة خطيرة تكشف المخططات الحوثية الاجرامية، المدعومة من نظام إيران، لضرب المقدسات الإسلامية واستهداف الحرمين الشريفين وزعزعة أمن واستقرار المنطقة عموما والمملكة خصوصا، تنفيذا لمساعي نظام الملالي الذي يعمل على استفزاز مشاعر نحو ملياري مسلم حول العالم، بجانب إذكاء الطائفية البغيضة، وشق صف المسلمين، واستنكرت عدة دول وهيئات ومنظمات، ومراكز ومؤسسات إسلامية المحاولة الآثمة الفاشلة التي قامت بها العصابات الحوثية الباغية.
إدانات متواصلة
أدانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي سامانثا باور، استهداف ميليشيات الحوثي لمنطقة مكة المكرمة بصواريخ باليستية. وقالت باور خلال الكلمة التي ألقتها أمام مجلس الأمن الدولي في الجلسة المخصصة للملف اليمني: إن بلادها تدين بأشد العبارات استهدافهم، لمنطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي.
وأشارت إلى أنهم أكدوا من قبل أن لكل بلد الحق في الدفاع عن أراضيه، والولايات المتحدة تؤكد حرصها ومساندتها لأمن وسلامة المملكة. من جهته، وصف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد استهداف مكة المكرمة بصاروخ من قبل الحوثيين بالتطور الخطير. في المقابل، أدان مندوب جمهورية مصر العربية لدى الأمم المتحدة وبشدة استهداف الحوثيين لمكة المكرمة، واصفا هذا الاستهداف بأنه استخفاف لا يمكن السكوت عنه.
وقال السفير عمرو أبو العطا أمام الجلسة: لا يمكن أن تقبل مصر وتحت أي ذريعة استمرار التعرض لأمن المملكة عبر إطلاق الصواريخ الباليستية على مراكزها المدنية، وكذا التعرض لأمن حدودها، وأضاف نُعبر عن إدانتنا الشديدة لاستهداف الحوثيين لمكة المكرمة في سابقة غير مقبولة، مما يعتبر استخفافا لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم.
فيما وصف نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله ما أقدمت عليه الميليشيات الحوثية بإطلاقها صاروخا اتجاه مكة المكرمة بأنه استفزاز لمشاعر المسلمين.
وأعرب الجار الله عن ترحيب الكويت باجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي والمشاركة فيه، داعيا كافة المحافل الدولية إلى التحرك لإدانة واستنكار هذا العمل الذي يعد تحديا لمشاعر المسلمين في العالم أجمع.
في غضون ذلك، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ حق المملكة في الحفاظ على سيادتها وأمنها، داعيا المجتمع الدولي إلى القيام بدوره ومسؤولياته تجاه ما يقوم به النظام الإيراني من إيجاد حالة عدم استقرار في المنطقة والاعتداء على دولها والتدخل في شؤونها الداخلية. وأوضح أن الاعتداءات على حدود المملكة وإطلاق الصواريخ على مدنها من قبل الانقلابيين في اليمن ما كان ليحدث لولا الدعم والتشجيع لهم من قبل النظام الإيراني الأمر الذي وصل بهم إلى تحريضهم لتهديد الملاحة الدولية. وفق وكالة أنباء البحرين.
وقال سفير المملكة: إن النظام في إيران ما يزال بكل أسف مستمر في دعمه للانقلابيين في اليمن بتزويدهم بالأسلحة والخبراء العسكريين والصواريخ، الأمر الذي ضاعف من المآسي التي يعاني منها الشعب اليمني بسبب تدخل النظام الإيراني في شؤونه الداخلية بدعمه للانقلابيين وتشجيعهم.
هيئات ومنظمات تدين
أدانت منظمة نشطاء السنة في إيران أمس إطلاق ميليشيا الحوثي صاروخا اتجاه مكة المكرمة أقدس المقدسات الإسلامية.
وقالت المنظمة في بيان لها: إن ميليشيا الحوثي لم تراع حرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم التي شرفها الله تعالى وجعلها حرما ومثابة للناس وأمنا، واستنكرت المنظمة بشدة العمليات الإرهابية الأخيرة من قبل الميليشيات الحوثية الطائفية المدعومة من إيران التي تسعى لضرب أمن واستقرار المملكة مهبط الوحي ومحضن الحرمين الشريفين.
وقالت في بيانها: إننا في منظمة نشطاء السنة في إيران نعلن تضامننا ووقوفنا مع المملكة دفاعا عن حرمة الأراضي المقدسة.
من جهتها، استنكرت الرابطة الخيرية الإسلامية في جمهورية جزر القمر المتحدة في بيان لها المحاولة الفاشلة للميليشيات الحوثية الطائفية، المدعومة من إيران وإطلاقها صاروخا باليستيا شطر المسجد الحرام الخميس الماضي، وأشادت الرابطة بقيام قوات التحالف العربية الباسلة بقيادة المملكة بالتصدي له قبيل توجهه نحو قبلة المسلمين.
في المقابل، أدانت جمعية علماء بريطانيا إطلاق المليشيات صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة. وقال أمين عام جمعية علماء بريطانيا محمد اسماعيل: إن استهداف البقعة المباركة يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، وعملا إجراميا تجاوز كل الحرمات، وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية، مذكرا بقدرة المملكة على ردع مثل هذا الاعتداء ودحر شره. وأكد إسماعيل أن الجمعية تجدد وقوفها إلى جانب المملكة، مطالبا جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه. وسأل الله أن يدمر من أراد بـ «بيته» سوءا كما دمر أصحاب الفيل، وأن يحفظ بلاد الحرمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين وأن يردهم على أعقابهم خائبين. إلى ذلك، شجبت الجامعة الإسلامية رياض العلوم في ولاية بيهار الهند، المحاولة الآثمة التي استهدفت مكة المكرمة من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية، واصفة ذلك بالجريمة النكراء، وأشادت بقدرات الجيش السعودي على الدفاع عن المملكة، والحرمين الشريفين، والأماكن المقدسة.
وأكد البيان وقوفهم بجانب المملكة، معربين عن ثقتهم بقدراتها على الدفاع عن أراضيها، ومقدساتها، وبيت الله العتيق، مثمنين جهودها في خدمة الحرمين الشريفين، والحجاج والمعتمرين والزوار، سائلين الله تعالى أن يحفظها من كل سوء ومكروه.
من ناحيتها، أكدت جامعة فطاني التايلندية أن محاولة الحوثيين، وأعوانهم استهداف مكة المكرمة بالصواريخ اعتداء آثم، وعدوان غاشم، على بلد الله الحرام في الشهر المحرم. وشدد رئيس الجامعة عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الدكتور إسماعيل لطفي جافاكيا في البيان على أن المساس بأمن وأمان بلاد الحرمين الشريفين، هو مساس بعقيدة جميع المسلمين، واستفزاز لمشاعرهم، مؤكدا وقوفهم التام إلى جانب المملكة لحماية المقدسات الإسلامية.
يأتي ذلك مع شجب وادانات متواصلة، حملت أيضا استنكار المؤسسة الخيرية لتعليم القرآن بتايلاند إطلاق الصاروخ الباليستي على الآمنين في الحرم المكي، وقال رئيس المؤسسة الشيخ محمد إسماعيل براهينج: هذا المنكر الشنيع هو دليل على ما تكنه صدور الحوثيين أتباع إيران من حقد دفين، وعداوة شديدة لأهل السنة والجماعة في كل بقاع العالم. وثمن براهينج جهود حكومة المملكة لحماية المقدسات، وأرواح المسلمين في الحرم المكي، داعيا الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وهو ما ذهبت إليه مؤسسة العلم النافع بتايلند بتأكيدها وتأييدها ووقوفها التام إلى جانب حكومة خادم الحرمين الشريفين، والتي استنكرت بشدة بشاعة فعل الميليشيات الحوثية الإرهابية الذي لا تتقبلها الشريعة، ولا العقل باستهدافهم مكة المكرمة مهبط الوحي، وقبلة المسلمين بصاروخ باليستي، واستفزازهم لمشاعر نحو ملياري مسلم حول العالم.