أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، بمقتل 1343 مدنيا خلال شهر أكتوبر الماضي، جراء غارات للطائرات الحربية السورية والروسية وطائرات النظام المروحية. فيما، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قواتهم في سوريا لا تستخدم الطيران في حلب منذ 16 يوما بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه بالمدينة لغارات روسية مصحوبة بقصف قوات النظام لمواقع سيطرة المعارضة بالقذائف، وأشار شويغو إلى فشل الغرب في كبح جماح الإرهابيين في سوريا مما تسبب في إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: إن من بين القتلى 317 طفلاً و182 مواطنة.
وأشار المرصد إلى أن حصيلة القتلى تضمنت 549 مدنياً، بينهم 149 طفلاً و90 مواطنة، قتلوا جراء غارات للطائرات الحربية السورية والروسية وطائرات النظام المروحية على عدة مناطق سورية. وحسب المرصد، تضمنت الحصيلة أيضا 191 بينهم 32 طفلاً و24 مواطنة قتلوا في قصف لقوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية وصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض واستهدافات ورصاص قناصة.
وقال المرصد: إن 59 بينهم 16 طفلا و9 مواطنات قتلوا في قصف للطائرات التركية. وفي سياق آخر، قال وزير الدفاع الروسي: إن توجه مجموعة السفن الحربية الروسية أثار ضجة في الغرب، معربا عن استغرابه بشأن موقف بعض الدول التي منعت السفن الروسية من دخول موانئها تحت ضغط واشنطن وحلف الناتو. وأكد الوزير الروسي أن رفض بعض الدول لدخول موانئها لم ينعكس بأي شكل على مسيرة السفن الحربية الروسية، مشيرا إلى أن مجموعتي القوات الروسية في حميميم وطرطوس مزودتان كذلك بكل ما يلزم. وأضاف أن القوات الروسية في حميميم وطرطوس تتلقى تقريبا ألفي طن من مختلف الشحنات يوميا.
وأشار شويغو إلى أن مجموعة السفن الروسية بقيادة الطراد «بطرس الأكبر» قامت الأسبوع الماضي، بمسيرة في الجزء الشرقي من المحيط الأطلسي متوجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، موضحا أن سفن الدعم زودت المجموعة المذكورة بكافة أنواع الإمدادات المطلوبة.
في الأثناء، اعتبر إندريو باركر رئيس جهاز مكافحة التجسس البريطاني أن موسكو صارت تمثل خطرا متزايدا يهدد استقرار بلاده ولها الكثير من الجواسيس الناشطين في بريطانيا لكشف أسرارها العسكرية وغيرها.
ونقلت عنه The Guardian قوله: «أرى أن روسيا صارت وبحزم أكبر تطرح نفسها معارضا للغرب، وأرى أنها ماضية قدما في هذا الاتجاه، وتدير نشاطا إلكترونيا سريا يمثل تهديدا كبيرا بالنسبة إلى بلادنا. روسيا كانت تمثل خطرا مبطنا على مدى عشرات السنين، فيما صارت تتعاظم الوسائل المتاحة لها». من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء: إن حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على أهداف في مدينة حلب في حال استمرت قوات المعارضة السورية في هجماتها على الأرض. ومضى بيسكوف قائلا: «كل ذلك سيكون مستحيلا في حال استمر الإرهابيون - حسب قوله- في قصف الأحياء والطرق التي تسلكها المساعدات الإنسانية وفي شن الهجمات وفي الاختباء خلف الدروع«البشرية». وأضاف: هذا لن يتيح الاستمرار في فترة التوقف الإنسانية. في المقابل، تصعّد قوات وميليشيات الأسد عملياتِها العسكرية على مواقع سيطرة المعارضة في حلب، بالقذائف مصحوبة بغارات روسية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجاء رد المعارضة بمعركة المنيان قوياً، حيث استهدفت عناصره المسلحة مجموعة في صفوف قوات الأسد.
إلى ذلك تتواصل الاتهامات للنظام وحلفائه باستخدام الأسلحة الكيمياوية وتلك المحرمة دوليا في الحرب السورية، حيث جاء قصف حي الراشدين بالبراميل اللمتفجرة التي تحوي غاز الكلور في حلب ليؤكد هذه التهم ويحصد عدداً من القتلى بعد اختناقهم بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى استهداف غارة جوية بالصواريخ الفراغية بلدة الشيخ في ريف حلب الغربي.
وحاولت قوات النظام وميليشياته المدعومة من إيران، الزحف باتجاه قرية منيان شمال الأكاديمية العسكرية، فتصدت لها قوات المعارضة وكبدتها خسائر فادحة في العديد والعتاد. أثناء ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة، فجر أمس، بين مقاتلي«الجيش السوري الحر»المدعوم من تركيا وعناصر«قوات سورية الديمقراطية»الكردية في ريف حلب الشمالي عندما حاولت الأخيرة التقدم باتجاه مواقع الحر. وقال قائد عسكري في«فرقة السلطان مراد»لوكالة الأنباء الألمانية: إن«اشتباكات عنيفة جداً تجري بين مسلحيهم ومسلحي قوات سورية الديمقراطية التي تحاول التقدم على محاور قرى كلجبرين وكفر كلبين وكفر خاشر بريف حلب الشمالي»، مشيرا إلى أنهم يحصلون على دعم مباشر من المدفعية التركية.
وأضاف أن فصائل الحر حققت تقدماً وسيطرت على عدة نقاط وأن قتلى وجرحى سقطوا من سورية الديمقراطية.
من جهته، أعلن البنتاغون الإثنين، أن المقاتلتين الروسية والأميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سوريا، اقتربتا من بعضهما بحدود مسافة غير مسبوقة، منذ انخراط واشنطن وموسكو بالنزاع في سوريا. وصرح مسؤول أمريكي، الأسبوع الماضي: إن الطائرتين كانتا على مسافة قريبة إلى حد أن الطيار الأميركي شعر بالذبذبات الصادرة عن محركات الطائرة الروسية.