بدأ مؤتمر (سابك) الفني الثاني عشر أعماله صباح امس بعشر ورش مختلفة بحث من خلالها تطوير التصنيع والابتكارات والتقنية وعمل الحلول لكافة العوائق التصنيعية، كما بحث الحضور طرق التشغيل لزيادة الربحية، وقال المهندس احمد الشيخ رئيس المؤتمر ان سابك تساهم في تنمية وتعزيز الوعي بالدور الاستراتيجي لصناعة الكيماويات والبتروكيماويات في دعم اقتصاد الوطن وتنويع مدخلاته، وبين ان المؤتمر يعقد تحت عنوان: «التميز في سلامة الأصول»، على مدى أربعة أيام ويجمع قيادات عالمية في مجالات الإدارة، والهندسة، والكيمياء، والابتكار، وغيرها من المجالات الأخرى، بهدف دعم الصناعات الوطنية، وإضافة مزيد من القيمة للاقتصاد الوطني، بما ينسجم مع «برنامج التحول الوطني 2020م» للمساهمة في بلوغ «رؤية المملكة 2030م»
«اليوم» التقت المهندس الشيخ الذي أكد ان «سابك» أدركت منذ تأسيسها أهمية البحث العلمي، وأمسكت بمفاتيح التقنية قبل أن تبدأ رحلة بناء مجمعاتها الصناعية، وانتهجت أسلوب المشاريع المشتركةَ مع صفوة الشركات الدولية مالكة أحدث التقنيات العالمية، واشترطت عليها تدريب العناصر الوطنية على رأس العمل في مجمعاتها الصناعية أثناء عمليات بناء مصانعها في الجبيل وينبع الصناعيتين، وبذلك نقلت التقنيات العالمية الحديثة إلى المملكة، وأهَّلَتْ أجيالاً سعودية قادرة على حملها وتطويرها، ليصبحوا فيما بعد روافد إبداع وابتكار جديدها.وانتقلت (سابك) من (عالم صناعة المنتجات) الذي أصبحت فيه رائدةً عالميةً، إلى (عالم ابتكار التقنيات) الذي أضحت خلاله أيضاً رائدةً عالميةً ؛ بإبداعات منظومتها البحثية والتقنية التي تضم نحو 22 مركزاً بحثياً وتقنياً داخل المملكة، وخارجها في أبرز مواطن صناعة التقنيات، ويعمل فيها نحو ألفيْ عالمٍ وباحث، معتزةً بتسجيل أكثر من 11 ألفاً من براءات الاختراع حول العالم. وتهدف استراتيجيتها 2025م إلى التحول بالشركة لتكون (مزوداً للحلول المبتكرة)، لتكمل مسيرتها المتميزة نحو اعتلاء قمة صناعة الكيماويات في العالم.
سموه في صورة جماعية مع الأمير سعود بن ثنيان ووزير الطاقة ومحافظ الجبيل ومسؤولي المؤتمر
وزاد: «في هذا الصدد أطلقت (سابك) أحدث مبادراتها التنموية في مدينة الرياض، بافتتاح (موطن الابتكار™)، ليضاف إلى منظومتها التقنية والابتكارية في المملكة، باعتباره مركزاً إقليمياً لإنتاج واستعراض الحلول المبتكرة والاقتصادية، وسيساهم في الارتقاء بالمملكة إلى مكانة رائدة تقنياً على مستوى صناعة البتروكيماويات، وبصورة تنافسية ومستدامة. وتعد منشأة (موطن الابتكار™) مبادرة تجمع بين الابتكار والتقنية والتسويق، وقد صُممت لتُهيئ الطلب وتُشجع تنمية وتطوير الصناعة التحويلية، وتُمثل نقطة التقاء تجمع تحت مظلتها نخبة من المواهب والشركات المهتمة بمستقبل المنطقة، بهدف تحفيز واستعراض المنتجات والتقنيات التي يمكن تصنيعها محلياً، بما يدعم استراتيجية (سابك) للعام 2025م، وينسجم مع رؤية المملكة 2030م، من خلال إيجاد الأعمال التجارية الجديدة لدفع نمو قطاع الصناعات المحلية من أجل اقتصاد متنوع ومستدام.وعن الاستدامة في اعمال «سابك»، قال المهندس الشيخ: «أطلقت الشركة مبادرة فريدة من نوعها، حيث شيدت وحدة تنقية ثاني أكسيد الكربون الناتج عن العمليات التصنيعية في (المتحدة)، إحدى شركات (سابك)، لإنتاج غاز نقي يلبي حاجات قطاعات الأغذية والمشروبات والصناعات الطبية وغيرها، ويُعد المصنع الجديد - الذي بدأ العمل في (المتحدة) عام 2015م الأكبر في مجاله عالمياً بطاقة سنوية تبلغ 500 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون، كما يُعتبر أيضاً أكبر
حضور لافت في أروقة المؤتمر
مشروع للاستدامة يُنفَّذ من خلال التعاون المشترك بين مواقع (سابك) التصنيعية العديدة. وتمثلت الخطوة الثانية في تمكين المواقع التصنيعية القريبة من المشاركة والاستفادة عبر بناء شبكة لنقل ثاني أكسيد الكربون النقي إلى مواقع الشركات التابعة القريبة، لاستخدامه في تصنيع منتجات متنوعة مثل اليوريا، والميثانول الكيماوي، والهكسانول الإيثيلي، وغيرها». وعن مدى مساهمة (سابك) في مسيرة الابتكار في المملكة العربية السعودية، أوضح أن الشركة أدركت منذ تأسيسها مدى الحاجة إلى مواكبة أحدث التطورات التقنية، ولذا تجني (سابك) اليوم ثمار ذلك بريادتها في مجال الابتكار، وتسهم بدور كبير في دفع عجلة الابتكار في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن دفعها خطط التقنية في مجالات أعمالها الرئيسة، وأدى نمو الشركة، خاصة على مدى السنوات العشر الماضية، إلى توفير فرصٍ هائلة للابتكار والتحسين، وذلك من خلال التآزر والتكامل وتبادل المعارف. فتستثمر (سابك) التي تُعد ثاني أكبر شركة كيماويات متنوعة في العالم ـ بكثافة في مجال التقنية والابتكار؛ ساعية إلى تطوير تقنيات جديدة تدعم عملياتها الحالية، وتحسن من أداء مصانعها، وتدفع بأعمالها إلى الأمام. وفي ضوء ذلك؛ أنشأت (سابك) منظومة للتقنية والابتكار في 5 مناطق رئيسة: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب شرق آسيا، وشمال شرق آسيا. وتشمل المنظومة حتى اليوم 19 مركزاً للتقنية والابتكار في هذه المناطق الرئيسة لأعمالها.ومكّن الانتشار العالمي لمنظومة (سابك) البحثية والتقنية والتطويرية والابتكارية من الوفاء بالتزام الشركة نحو نجاح زبائنها، من خلال الحرص المستمر للحصول على فهم أعمق بالقطاعات الصناعية للزبائن، والتحديات الإقليمية التي يواجهونها، لتحويل هذه المعرفة إلى حلول مبتكرة تعالج احتياجاتهم بشكل متميز. وأكد رئيس المؤتمر أن (سابك) تؤمن بأن هناك مجالاً كبيراً للنمو مستقبلاً في مجال التقنية والابتكار، وتعمل مع العديد من الجامعات العالمية المرموقة، ومراكز البحوث العالمية الرائدة، وغيرهم من الشركاء من القطاعين العام والخاص، لتطوير قدراتها البحثية في سبيل المحافظة على قصب السبق في التقنيات الخاصة بأعمالها.