تباينت ردود أفعال القوى الدولية الكبرى أمس عقب فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا. وأظهرت ردود الأفعال تباينا في المواقف بين مرحب يأمل في مواقف جديدة لأمريكا، ومتحفزة يشوبها ارتياب في شخصية القادم الجديد إلى البيت البيضاوي، وبين أخرى لحلفاء وجدوا انفسهم مع واقع جديد لرئيس شعبوي مختلف، ولعبت الدول الأوروبية على الدعوة لـ«التعاون الوثيق» الذي يستند الى القيم المشتركة للديموقراطيات الحرة.
بوتين: روسيا «مستعدة للقيام بدورها»
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاربعاء: ان موسكو مستعدة للمساهمة في اعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة الجمهوري المنتخب دونالد ترامب.
وقال بوتين: «نحن ندرك ان الطريق سيكون صعبا، ولكننا مستعدون للقيام بدورنا ونفعل كل ما بوسعنا لاعادة العلاقات الاميركية الروسية الى مسار التطور» رغم «تدهورها» الحالي.
ميركل تعرض «تعاونا وثيقا»
وعرضت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امس على الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب «التعاون الوثيق» الذي يستند الى القيم المشتركة للديموقراطيات الحرة.
وقالت ميركل: ان «المانيا واميركا تشتركان في قيم الديموقراطية والحرية واحترام حكم القانون والكرامة الانسانية بغض النظر عن الاصل ولون البشرة والدين والجنس والميول الجنسية او المعتقدات السياسية»، واضافت: انه «بناء على هذه القيم اعرض التعاون الوثيق على الرئيس المقبل للولايات المتحدة دونالد ترامب».
من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير عن أمله في «ألا تحدث اضطرابات كبرى في السياسة العالمية» بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية.
وقال شتاينماير الأربعاء بالعاصمة الألمانية برلين: «إننا لا نعرف الطريقة التي سوف يحكم دونالد ترامب أمريكا بها»، لافتا إلى أن هناك كثيرا من القضايا الملتهبة تظل مفتوحة.
وأشار الوزير الاتحادي إلى أنه لهذا السبب سوف تبحث حكومة بلاده عن وسيلة للحوار مع الرئيس الأمريكي المنتخب.
وقال شتاينماير: إن نتيجة الانتخابات جاءت مختلفة عما كان يتمناه الكثير من المواطنين الألمان، مستدركا بقوله: «ولكن يتعين علينا قبول هذه النتيجة».
وأشار إلى أنه قلما يمكن توقع السياسة الخارجية الأمريكية في المستقبل، لافتا إلى أن أمريكا سوف تميل لاتخاذ قرارات بمفردها في كثير من الأحيان.
ودعا شتاينماير الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى القضاء على الانقسامات العميقة التي حدثت في المجتمع جراء المعركة الانتخابية، لافتا إلى أن هناك تحديا كبيرا في تحقيق التوقعات العالية التي أثارها ترامب. وأوضح أن ذلك يسري بصفة خاصة بالنسبة للاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة.
فرنسا: مرحلة من الغموض
من جانبه، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأربعاء من «مرحلة من الغموض» مع انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، داعيا الى وحدة صف أوروبية.
وقال هولاند: إن «هذه الانتخابات الأميركية تفتتح مرحلة من الغموض» مضيفا أن «هذا الوضع يتطلب أيضا أوروبا موحدة، قادرة على التعبير عن موقفها وتطبيق سياسة حيث تكون مصالحها أو قيمها على المحك: الحرية، الكرامة، اللحمة الاجتماعية، مكافحة الفقر».
الرئيس الصيني يهنئ ترامب وفي السياق، قال التلفزيون الصيني الرسمي امس الأربعاء: إن الرئيس الصيني شي جين بينغ هنأ في اتصال هاتفي دونالد ترامب على فوزه بالرئاسة الأمريكية.
بريطانيا: شراكة قوية ووثيقة
هنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء دونالد ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية قائلة: إن بريطانيا والولايات المتحدة ستحتفظان «بشراكة قوية ووثيقة في التجارة والأمن والدفاع». وكانت ماي انتقدت قبل تعيينها رئيسة للوزراء ترامب لدعوته إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة واصفة الدعوة بأنها مثيرة للانقسام وغير مفيدة وخاطئة. كما وصفت تلميحه إلى أن أجزاء من بريطانيا غارقة في الأصولية لدرجة أن الشرطة لا تجرؤ على دخولها بأنه «هراء». وقالت حينها: «أعتقد أن هذا يظهر أنه لا يفهم المملكة المتحدة وما يحدث في المملكة المتحدة». وقالت ماي في بيان: إن ترامب فاز «في حملة صعبة» وإنها تريد استمرار «العلاقة الخاصة» بين بريطانيا والولايات المتحدة. وقالت: «أود أن أهنئ ترامب على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة بعد انتخابات صعبة». وأضافت: «ترتبط بريطانيا والولايات المتحدة بعلاقات خاصة ومستمرة تقوم على قيم الحرية والديمقراطية والشراكة. كنا وسنظل شريكين قويين وثيقين في التجارة والأمن والدفاع.» وتابعت قائلة: «أتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب والبناء على هذه العلاقات لضمان أمن ورخاء أمتينا في السنوات القادمة».