حمد المانع اسم ليس ككل الأسماء وإن كان لم يعط حقه أو تدرك قيمته لدى الكثير في وقته فقد تكفلت لغة الزمن وصروف الليالي بإجلاء قيمة الرجل وحيث إنني أتحدث من الداخل بل من صلب الداخل دون تنظير العابثين بل وإنني ممن لقي عنتا شديدا في وقت الوزير المانع ولكن المولى عز وجل يقول: (وَلا يَجِرْمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أقْرَبُ للتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ الله خَبِـيرٌ بِـما تَعْمَلُونَ) فقد كان العنت من جهة أحد رجاله والشاهد في القول بلغة العقل أن المانع في رأيي كان ولا يزال المثل الذي نتغنى به ونتذاكر أيامه وأعتقد جازما أنه لو قدر له إكمال فترته الثانية وحظينا بثالثة لكان الوضع الصحي في المملكة قد بلغ المراد الذي تمناه الجميع وإذا كان سلطان بن عبدالعزيز غفر الله له قد اقترن اسمه بمراكز القلب للقوات المسلحة فإن المانع قد اقترن اسمه بكوكبة لامعة من مراكز القلب التي أحدثت هزة مباركة في المملكة كلها من واقع شمولية خدمات وزارة الصحة. وأخص بالذكر ابني الحبيب مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء ومركز الملك سلمان للقلب بمدينة الملك فهد الطبية التي ازدهرت وأينعت كمدينة طبية عالمية متكاملة في زمن الوزير المانع. ومبعث كتابتي في هذا الشأن كلمات بقدر الجبال حارقة لمن كان له قلب كتبها الوزير المانع في عموده في جريدة الوطن الذي بث فيه أنفاسا حارقة لحظة علمه بإقفال استقبال مرضى التشوهات الخلقية للقلب في مركز الملك سلمان وكأنه يعزف على أوتار ألم عندي لمشاركتي له المصاب. وقد سبق مصابنا مصابه بثلاث سنوات حين عطل برنامج طب وجراحة تشوهات القلب الخلقية في مركزالأمير سلطان بالأحساء لأسباب لا تعدو أن تكون تخريبية يملأ مبرراتها استغفال واضح للعقل البشري واستهتار كبير للأسف لقي حالة من الصمت شجعت على استمراره فخفت نجم الأحساء المتلألئ كمركز تميز إقليمي ودولي في المجال. وليت البؤساء علموا بأن الحقد الذي صب في الأحساء ليحرق أهل الإنجاز إنما عبث بالمرضى وذويهم بلا رحمة وحرق الملايين التي بذلت لاعتلاء القمة وهي مال عام لا حق لهم فيه إلا بالظلم والعدوان. والمعلوم لدى المجتمعات الطبية والمثقفة عالميا أن مما تتزين به الدول وما يمثل ذروة المجد المجتمعي والعلمي والطبي بل وتفاخر به العواصم العالمية هو وجود خدمة طب وجراحة قلب الأطفال وهنا أتوجه بحرقة الوزير المانع الرجل الكريم إلى رجل لا أظن أنه يقل عنه محبة لوطنه أو يقل عنه في موازين مكارم الرجال ألا وهو الوزير الحالي الدكتور توفيق الربيعة وأقول له بصراحة أهل العلم وهو ما نتناقله بيننا في المؤتمرات العالمية وفي المراجع العلمية العتيدة: إن النجاح والمجد اللذين بلغناهما في المملكة فيما يعتبر أصعب مجالات الطب الحديث وأدقها وأعقدها هو في الحقيقة وبمنظور القارئ لترقى المملكة سلم العالمية، مجدا وعزا وطنيي النكهة عالميي الطابع والتفاصيل وهو من الأسلحة التي ترفع رصيد المملكة إلى عنان السماء التي سيتغنى بها طربا الساسة في ميادين السجالات الدبلوماسية العالمية وأن هذا المجد - والحديث لك أيها الوزير الربيعة - في صلب كيان الوطن. وعليه فإن المساس به هو مما يجرم مقترفوه وأطمئن معاليكم بأن الفرصة لاتزال حية بيدكم وإن كنا بعدما يقارب العشر السنوات من بلوغ قمة مجد الطب في طب وجراحات القلب للأطفال فإن المرجو بلغة العقل السليم أننا الآن في مراحل من النضج المتراكم أما التخريب البغيض الذي حدث فقد أفقدنا مجدا، وهوى بنا إلى عوالم بأس أكثرها ألما الشتات العظيم الذي يواجهه عشرات الآلاف من مرضانا الذين كنا نتابعهم ونعالجهم على أعلى المقاييس الدولية بل وكانت لنا قيادة عالمية تقرأ بسهولة لمن أراد من خلال إنجازاتنا في غرف القسطرة والعمليات ومنصات المؤتمرات العالمية والمجلات العلمية الراقية. وأقول لمعاليكم: إن التاريخ وقبله رب التاريخ لن ينسى لك إعادة المجد الطبي للمملكة وستذرف بحور من دموع الفرحة من مقل الأمهات والآباء الذين كفاهم عذابا هذا الضياع وستتحول اهتزازات وترددات صراخ الألم لأولئك الأطفال لتضحى أملا فيك. والتأخر عن هذا الأمر لا يحمد فإنه يولد سنويا ما لا يقل عن 6500 طفل مصاب يحتاج الى ما لا يقل عن ثلثهم إلى الرعاية الطبية وسبائك المجد والنجاح بين يديك ولدينا ذخائر علمية ستجعل من فتح بابها حسنة تاريخية لك أيها الإنسان الوزيرمن خلال مشروع عوامل الخطر الجينية والبيئية لتشوهات القلب الخلقية للمملكة ودول مجلس التعاون واليمن الذي نرأس فريقه العلمي بل ولديك كتيبة من العلماء والأطباء السعوديين في هذا الفن وتخصصاته الفرعية ما يمثل أسطولا عالميا من الدرجة الأولى تبعثر مع شتات المرضى في دهاليز القطاع الخاص وأسمي لك من الرجال عاصفة الصحراء كما يحلو لشعوب شمال أمريكا تسميته وكبير جراحي العالم في مجاله الأستاذ الدكتور زهير الهليس والقدوة لطب قلب الأطفال في المملكة وكامل المنطقة الفذ الأستاذ الدكتور سعد اليوسف. ونعدك بأننا سنكون جميعا لهم جنودا ولتكن صرخة الوزير المانع بلسم الرحمة من خلال فزعتكم أيها الوزير الربيعة ولا عجب فالفضل لا يستغرب من أهله وعلى الله التوكل وعليه قصد السبيل.
* الباحث الرئيس لمشروع أمراض القلب الخلقية للمملكة ودول مجلس التعاون واليمن