يمكن القول بثقة مطلقة إن تحرك المملكة وبقية دول التحالف في اليمن المساندة للشرعية المنتخبة أدى الى تحقيق دور حيوي لإفشال المشروع الفارسي باليمن، فتدخل حكام ايران السافر في الشأن اليمني ومد الانقلابيين بالذخائر والأموال للحيلولة دون عودة الشرعية لليمن يعني بوضوح أن ايران وجدت ضالتها المنشودة في الانقلابيين لتمرير مشروعها الفارسي الخطير بالهيمنة على اليمن ودول المنطقة.
بسطت طهران أذرعتها داخل مأرب وتعز والبيضاء لتتحول الى أهداف رئيسية لاجهاض الشرعية عندما شعرت أن المخزون البشري في تلك المحافظات وبقية المحافظات اليمنية يرفض المشاريع المذهبية والعصبوية والطائفية التي تحاول ايران نشرها بين صفوف أبناء اليمن كطريقة يظن حكامها أنها سوف تضعضع الشرعية وتمهد لسيطرة الانقلابيين المؤتمرين بما يرسمه المرشد الايراني لهم من تعليمات وتوجيهات.
وهذا يعني بصريح العبارة أن الانقلابيين يمثلون في واقع الأمر- استنادا الى سياستهم العدوانية ضد اليمن وشرعيته- الوجه الحقيقي للمشروع الايراني لبسط الحلم الفارسي القديم بالتمدد في المنطقة العربية، فاليمن جزء لا يتجزأ من ذلك الحلم التوسعي المرفوض من قبل كافة الشعوب العربية دون استثناء، فهو حلم سوف يمزق أمن تلك الدول واستقرارها ووحدتها الوطنية وحرية أبنائها.
ولاشك أن دعم دول التحالف بقيادة المملكة الشرعية اليمنية وملاحقتها فلول الانقلابيين أدى الى تعطيل المشروع الانقلابي المتمثل في الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح بتسهيلهم للتواجد الفارسي وتغلغله في اليمن وهو ترجمة لبنود الخطط الايرانية المكشوفة بالهيمنة على مقدرات اليمن ومقدرات بقية دول المنطقة، فتلك الخطط انما تستهدف بسط النفوذ الايراني على دول المنطقة تحقيقا لسيطرة حكام طهران على تلك الدول.
تحرك المملكة وبقية دول التحالف العربي لمناصرة الشرعية اليمنية ألجم الانقلابيين وحد من تحركاتهم العدوانية ضد أبناء الشعب اليمني، وبالتالي فان هذا التحرك نجح أيما نجاح في مواجهة المشروع الايراني البغيض في اليمن، فهو تحرك ناجح تمكن بتمتعه بأبعاده الاستراتيجية وحرصه على مصالح اليمن ومصالح الأمة العربية من تغيير المعادلة على الأرض في فترة زمنية قياسية ومدهشة.
الميليشيات الحوثية التي يتم تدريبها وتأهيلها من قبل الحرس الثوري الايراني ومن قبل حزب الله الارهابي في لبنان، ويتم تزويدها بالأموال والذخائر والمرتزقة للاعتداء على الشرعية اليمنية لم تتمكن من تحقيق أهدافها الشريرة بفعل صلابة وقوة دول التحالف التي لم تمكن الانقلابيين من تحقيق أهدافهم داخل اليمن، ومن ثم فقد كسرت شوكة ايران وخاب أملها في تحقيق مشروعها الاستيطاني في اليمن.
لقد تم خلال سلسلة من العمليات العسكرية لقوة التحالف تدمير القوات الجوية للحوثيين وتم كذلك تدمير القواعد العسكرية التي تعد في حقيقة أمرها أذرعا للحرس الثوري الايراني الذي كان يحلم دائما بتحقيق حلمه الفارسي القديم ببسط نفوذه وسيطرته على أرض اليمن، غير أن ما حققته المملكة ودول التحالف العربية خلال فترة قصيرة رسم بوضوح المشروع الوطني اليمني الحر وأفشل المشروع الايراني المتهالك المتمحور في فكرة اقامة الدولة الفارسية المزعومة على أنقاض أمن واستقلال وحرية اليمن وبقية دول المنطقة.