الكرة السعودية مقبلة على مشروع سيحدث نقلة نوعية إن تم الإقدام عليه. مشروع الخصخصة سينقل الكرة السعودية من عالم الدعم الشرفي إلى عالم الدخل الثابت. سينقلها من حالة القروض البنكية إلى عالم الأرباح. ومن حالة التبرعات المستردة إلى عالم المشروعات الاستثمارية الحيوية التي توصل للاكتفاء الذاتي. سينقلها من عالم عجز الميزانية المعتاد إلى عالم الأرقام المادية الفلكية. ومن عالم ضعف الموارد إلى عالم الضخ وتوافر المادة. سينقلها من عالم تواضع الإمكانيات وتردي حالة المقرات إلى عالم المدن الرياضية المتكاملة والحديثة. سينقلها من حالة تراكم الديون إلى عالم المال الفائض. سينقلها من عالم شبه الاحتراف أو الاحتراف الأعرج إلى عالم الاحتراف الحقيقي. سينقلها من عالم الاجتهاد في اتخاذ القرارات إلى عالم المحاسبة الحقيقية لكل لاعب متخاذل أو متهاون أو محتال. سينقلها من عالم المجاملة في تعيين الأجهزة الإدارية والفنية إلى عالم الجدارة الحقيقية في شغل تلك المناصب بعناصر احترافية تسعى لتحقيق الأرباح وبالتالي الوصول للنجاح. مشروع الخصخصة هو الحلم الذي انتظرته الأندية السعودية وخاصة الأندية التي تطبق الاحتراف منذ فترة بعيدة. وتنتظر الشروع فيه لتبدأ رحلة جديدة لمسايرة الفرق الأوروبية المتطورة التي تطبق الخصخصة منذ فترة طويلة. لقد عاشت الأندية السعودية في فترة ما قبل الاحتراف فترة عصيبة من الناحية المادية حيث الاعتماد على الدعم الحكومي. وحتى بعد أن طبق الاحتراف لم تتوافر المادة اللازمة لتنفيذ مشروع الاحتراف باستثناء الأندية ذات السطوة المادية التي اعتمدت على بعض البنوك المتحركة من رجال الأعمال. وبما أن الخصخصة لم تكن موجودة في ذلك الوقت كشفت الأيام أن الكثير من الأندية لم تستفد من الدعم الشرفي بل كان يقودها هذا الدعم إلى دهاليز مظلمة كانت مملوءة بالكثير من المطبات حتى وصل الحال ببعض الأندية إلى تراكم الديون والكثير من الشكاوى والقضايا المعلقة في المحاكم الدولية. ولا شك أن مشروع الخصخصة فيما لو تم تطبيقه والإقدام عليه سيعالج كل تلك الديون وكل تلك القضايا والشكاوى المعلقة. سيظل مشروع الخصخصة خيط الأمل الوحيد بل آخر خيوط النجاة للأندية السعودية لذلك وطالما أعلن عنه كمشروع حيوي يجب أن يطبق دون تردد خاصة وأن الأندية السعودية بجماهيريتها وبطولاتها ستكون مستهدفة من الكثير من الأفراد والشركات التي تسعى لتحقيق الأرباح.
قبل الوداع..
عما قريب تبدأ مرحلة الانتخابات الثانية لتنصيب رئيس وأعضاء للاتحاد السعودي لكرة القدم، خلفا للاتحاد الحالي الذي يرأسه أحمد عيد. وقد بدأ الكثير من الإعلاميين رحلة التشكيك في المرشحين سواء على المقعد الرئاسي أو عضوية المجلس. ولا أرى لحالة التشكيك تلك هدفا غير المصالح الشخصية التي تخدمهم وتخدم من يسعون إلى تنصيبهم لخدمة أنديتهم وتسهيل طريق البطولات لها. وعند ما نردد أن الانتخابات لا تأتي بالأجدر فهي حقيقة لأن المسألة مسألة تكتلات لتنصيب المجموعة.
خاطرة الوداع..
ستبدأ الرحلة المكوكية مساء اليوم ولمدة أربعة أشهر دون توقف فكن على استعداد.