أشارت دراسة حديثة إلى عدم وجود علاقة مؤكدة، بين التقدم في العمر والإصابة بالزهايمر لدى النساء.
وتربط النظرة إلى هذا الاستثناء باكتشاف تفوّقهن على الرجال، في اختبار المهارات المتعلقة بالذاكرة اللفظية لكبار السن، حيث ان الاختلال المعرفي البسيط من المرض، يكون في المرحلة الأولية من الداء.
وأوضحت النتائج أن المرأة أقدر على التعويض عن الاختلالات الدماغية، وذلك عن طريق (المخزون الاحتياطي المعرفي)، فيما يكون الترهل في الجلد أسرع انثويا، ويؤثر نفسيا في تسريع حالة الكآبة المصاحبة للخرف، وهو ما يفسر اهتمام النساء بـ(الماكياج) وعمليات التجميل. وخضع لدراسة أمريكية الشهر الماضي 254 مصابًا بداء الزهايمر، و672 لديهم اختلال معرفي بسيط (يشتمل على مشاكل في الذاكرة)، و390 شخصًا بدون مشكلات في الذاكرة أو التفكير، واستُخدم التصوير المقطعي لقياس جودة استقلاب الجلوكوز في أدمغتهم، والجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة في الدماغ، فوصلت النساء إلى مستوى الاعتلال الذاكري، عند مستويات أقل من الرجال في استقلاب الجلوكوز بالدماغ، الذي يعني ضرورة الأخذ بالاعتبار الفوارق بين الرجال والنساء لتشخيص داء الزهايمر.
وقرأ الباحثون قائمة من 15 كلمة على المتطوعين، وطلبوا منهم استذكارها مباشرة بعد 30 دقيقة من قراءتها، وقد حصلت النساء على نتائج أعلى من الرجال عندما كُنَّ سليمات، أو مصابات باختلال بسيط أو متوسط في الاستقلاب في الدماغ، أما عندما كان المرضى مصابين بمشكلات استقلابية متقدمة، فلم يكن هنالك فرق في نتائج الفحص بين الرجال والنساء. كما أن الدراسة لها محدوديات، فقد اشتملت على مجموعة واحدة من الاختبارات والصور، التي لا تظهر التغيرات عبر الزمن، وبالتالي فإن النتائج قد لا تعمم بشكل جيد على بقية الناس. كما كشفت دراسة اخرى أن عدد الأشخاص، الذين يعانون من الخرف ارتفع بنسبة 22 في المائة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ليقترب من 50 مليونا، وسط توقعات في الزيادة إلى أربعة أضعاف خلال العقود الأربعة المقبلة، وافتراض وصول عدد المصابين بالخرف 135 مليونا تقريبا على مستوى العالم، 16 مليونا منهم في أوروبا الغربية، وتجدر الإشارة إلى أن الخرف (الزهايمر)، وفق منظمة الصحة العالمية، هو متلازمة تتخذ عادة طابعا مزمنا أو تدريجيا، وتحدث نتيجة مجموعة مختلفة من الأمراض الدماغية، التي تطال الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية. وعلى الصعيد المحلي، تبلغ حالات الزهايمر في منطقة الخليج حوالي 100 ألف، كما يتضح ان النسبة ترتفع من 5 إلى 10%، و40 في المائة للفئة العمرية في الثمانين والتسعين، بحسب التقدير الإحصائي. في حين أن المصابين يمثلون 5 في المائة، من جملة الفئة العمرية، التي تجاوزت السبعين، كما أن انتشار المرض يعد الأقل في المملكة، مقارنة بالانتشار العالمي الذي تجاوز 50 مليونا، وتزداد خطورة الإصابة في الدول العربية، بسبب انتشار أمراض القلب والسمنة، التي قد تقود إليه في مراحل متقدمة من العمر، ونتيجة التدخين وعدم ممارسة الرياضة، وفقدان التوازن الغذائي الصحي.
