كشف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح ان لدى أرامكو احتياطيات نفطية تقدر بـ 260 مليار برميل والتطوير جار في الحقول الكبيرة باستمرار وعمليات الابتكار والتطوير في أعمال الحفر وحقن المياه وحقن الغاز ولدى الشركة مشروع استخراج البترول باستخدام غاز «ثاني اكسيد الكربون» من حقل العثمانية،
وان حجم استثمار أرامكو في مشاريع نفطية سيدشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يوم الخميس المقبل يصل إلى 160 مليار ريال، وقال المهندس الفالح: إن هذه الاستثمارات سيكون لها عوائد كبير على الاقتصاد وتمثل الاستدامة والفعالية الاقتصادية والاستثمارية العالية.
وقال الفالح في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر شركة أرامكو: إن تدشين مشاريع ارامكو التي تضم زيادة الطاقة الانتاجية في حقول منيفة وشيبة خريص وتوسعة معمل واسط للغاز غير المصاحب وافتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي سيتم يوم الخميس المقبل بعد أن تأجل تدشينها يوم الجمعة الماضي لأسباب خارجة عن الإرادة.
وقال الفالح: إن تكلفة الطاقة الانتاجية في الحقول تكلفة بسيطة إذا تم قياسها بما تنتجه الحقول من براميل نفطية، واشار إلى ان شركة أرامكو بنت 27 جزيرة في حقل منيفة للحفاظ على التنوع البيئي في خليج منيفة لرفع الطاقة الانتاجية للحقل إلى 900 الف برميل الذي سيغذي مصافي ساتورب ومصفاة ياسروف ومصفاة جازان التي ستدخل مرحلة الانتاج في العام 2018. وتابع الفالح: في حقل شيبة تم رفع الانتاج إلى مليون برميل يوميا، كما تم رفع انتاج سوائل الغاز إلى 240 الف برميل يوميا، للحفاظ على مستوى انتاج المملكة من النفط يوميا في حدود 12.5 مليون برميل.
وتشمل المشاريع التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين مشروع واسط للغاز غير المصاحب ومعامل تجزئة سوائل الغاز، مشيرا إلى ان المملكة اصبحت تمتلك ثلاثة معامل كبرى للغاز، هي: واسط والجعيمة وينبع، كما اشار الى الاستثمار في خطوط النقل وتغذية المعامل ومصافي التكرير ومحطات الكهرباء وشركات البترو كيماويات.
وقال الفالح: رغم انتاج 3 مليارات برميل من النفط سنويا إلا ان أرامكو قادرة على تعويض هذه الكميات. وحول منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك قال الفالح: إن المملكة اثبتت من بداية العام انها مستعدة للتعاون مع المنتجين من داخل المنظمة ومن خارجها، وبداية كان الحل هو تجميد الانتاج، لكن بعد ارتفاع انتاج دول أوبك والمنتجين من خارجها يعتبر تخفيض الانتاج الإجراء الأنسب، وهذا المبدأ تم تبنيه في اجتماع الجزائر على ان تلتزم الدول خارج المنظمة بخفض الانتاج.
وشدد الفالح على ان المملكة مازالت عند موقفها وهو توزيع نسب الخفض على الدول، وقال: «نحن مستعدون لذلك»، وتابع الفالح: «كما تحرص المملكة على حقوق المنتجين فإنها حريصة ايضا على استقرار نمو الاقتصاد العالمي وعدم حدوث هزات اقتصادية من شأنها التأثير على النمو أو على الأسواق».
وقال الفالح: سننتظر حتى اجتماع 30 نوفمبر الجاري والمملكة مستعدة للتجاوب، وأضاف: «نرى ان الأسعار ستعود إلى التوازن ونتوقع ان يتعافى الطلب في عام 2017، حينها ستتوازن الأسعار، وسيحدث ذلك دون تدخل من أوبك».
وقال الفالح: «إن الطلب على النفط السعودي مازال يتمتع بطلب عال وهذا الاقبال ايجابي نحو تعافي الأسعار، بغض النظر عن حصة المملكة من السوق النفطية». وتابع: «ليس لدينا مسار واحد وهو خفض الانتاج في اجتماع أوبك، وانما ايضا يمكن الاعتماد على تعافي الاستهلاك خصوصا في الولايات المتحدة». وشدد الفالح على ان المملكة ستحضر اجتماع 30 نوفمبر، وستنتقل إليها رئاسة المؤتمر من دولة قطر، واشار إلى ان الاجتماع الذي رفضت حضوره المملكة هو اجتماع 28 نوفمبر على مستوى الخبراء مع المنتجين من خارج أوبك، حيث رأت المملكة انه من غير المجدي حضور الاجتماع مع منتجين من خارج المنظمة قبل الاجتماع مع المنتجين داخل أوبك وتحديد الموقف إما الخفض أو الاستمرار في معدلات الانتاج الحالية. وقال الفالح أمس: إن خادم الحرمين الشريفين سيدشن مشاريع غير مسبوقة، وستحقق الاستدامة وتنويع مصادر الدخل وتشكل قاعدة صلبة للاقتصاد السعودي. وزاد هذه المشاريع في الطاقة والصناعة والتعدين ومشروع مهم وبارز لدعم التنمية البشرية والثقافية، ولفت الفالح إلى ان مشاريع الطاقة التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين تصل إلى نحو 3 ملايين برميل بينها توسعة حقل خريص الذي سيصل انتاجه إلى 1.5 مليون برميل يوميا وهي كمية تعادل انتاج دول في منظمة أوبك.
وعن التعاون بين شركة ارامكو وشركة سابك قال المهندس خالد الفالح: سننتظر الانتهاء من دراسة الجدوى للمشروع المشترك، ونتمنى ان تطرح مشاريع مشتركة أخرى بين الشركتين بما يعود عليهما وعلى الاقتصاد بالنفع.
وسيدشن خادم الحرمين الشريفين مشروع صدارة للبتروكيماويات وهو مشروع مشترك بين شركة أرامكو وشركة ادو كيميكال الامريكية باستثمارات تقدر بـ 21.4 مليار دولار (80 مليار ريال) لإنتاج بتروكيماويات عالية الجودة تنتج لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، كما سيشمل التدشين مشروع مصفاة ساتورب التي تتعامل مع 400 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا، لا نتاج مليون طن من البتروكيماويات سنويا، كذلك سيتم تدشين مشروع المطاط الذي دخلت فيه شركة سابك شراكة مع شركة اكسون موبيل، كما سيجري تشدين مشاريع التعدين في مدينة رأس الخير. واشار الفالح إلى ان المجمع البحري الذي تنوي أرامكو بالشراكة مع شركات محلية وعالمية تنفيذه سيبدأ العمل في المرحلة الأولى من المجمع في العام 2018 على ان يكتمل في العام 2021. وتابع الفالح: إن جزء من المجمع البحري سيكون بتمويل حكومي، كما سيكون هناك شراكات متفرعة لبناء أجهزة الحفر ومصانع المعدات والمحركات، كما سيكون هناك سلسلة من المشاريع المترابطة التي تدعم نشاط المجمع.
ولفت الفالح إلى ان المشاريع الثلاثة التي سيجري تدشينها في مدينة الجبيل مع شركات أجنبية متخصصة في الصناعة والابتكار عالميا، وقال الفالح: هذه المشاريع رسالة واضحة للعالم، وهي تدل دلالة واضحة على ان المملكة منفتحة على الاستثمارات الأجنبية وانها بيئة خصبة للاستثمارات. وأضاف: «هذه رسالة واضحة بان ما أطلق من مبادرات وأعلن في رؤية «السعودية 2030» هي فرص حقيقية وتوجه جاد.
وحول الطاقة الكهربائية قال وزير الطاقة: إن خادم الحرمين الشريفين سيدشن مشروعين هما الأكبر في الطاقة الكهربائية، مشروع هجر وهو شركة مع القطاع الخاص لإنتاج نحو 4000 ميجا وات وهو خطوة للأمام لتقبل دور القطاع الخاص في التشغيل والتمويل وتكلفة المشروع تصل إلى 2.6 مليار دولار (10 مليار ريال)، كذلك سيجري تدشين توسعة محطة قرية التي تعد الأكبر على مستوى العالم، حيث سيصل انتاجها إلى 4800 ميجا وات وتكلفة المشروع 533 مليون دولار (2 مليار ريال)، كما سيجري تدشين ثلاثة مشاريع أخرى في قطاع النقل والتوزيع.
واشار الفالح الى ان ما حدث في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الجمعة الماضي كان عارضا ولا دخل لشركة أرامكو فيه، وأضاف: «كان الأمر مؤسفا وتسبب في تأجيل التدشين من يوم الجمعة إلى يوم الخميس المقبل، بسبب فيضان المياه في مدخل المركز». وتابع الفالح: «كان تسرب المياه بسيطا وتمت السيطرة عليه، وكانت الأمطار غزيرة جدا ذلك المساء، وكان من الصعوبة التعامل تلك الحالة الطارئة».
وأوضح الفالح ان كمية الأمطار التي سقطت في تلك الليلة بلغت نحو 15 مليمترا، مضيفا ان قنوات تصريف مياه الأمطار كان يمكن ان تستوعب كمية المطر، لكن لم يحدث ذلك. وقال الفالح: ذلك ليس عذرا وكان يجب ألا يكون، لكن الله - تعالى - أراد أن تهطل الأمطار. وأضاف: الموقع جاهز للاستقبال في الفترة الراهنة، وقال: «سنستقي الدروس والسيناريوهات مأخوذة في الحسبان، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات لتطبيقها في المشاريع المقبلة».