تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لأمريكا، والولايات المتحدة هي أكبر شريك بالنسبة للصين. وإن كان صحيحا أن هنالك اختلافات بين هذين البلدين، إلا أننا نعلم أنه عند ما تعمل البلدان معا، يصبح بإمكان إنجاز أمور غير عادية. فالتعاون بين الولايات المتحدة والصين هو ما جعل اتفاقية باريس حول المناخ أمرا ممكنا.
تكهنات ما بعد الانتخابات
في أعقاب الانتخابات الرئاسية، كان هنالك الكثير من التكهنات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفي بالتعهدات التي قدمتها أمريكا في باريس. في الأسبوع الماضي، قال كبير مفاوضي المناخ في الصين، الوزير إتشيه تشن هوا، إنه بغض النظر عما تفعله الولايات المتحدة، ستبقى الصين ملتزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة. ويعد هذا أمرا مسؤولا من جانب الشعب الصيني والعالم.
لا يمكنني إخباركم بما ستفعله إدارة دونالد ترامب بخصوص الجوانب الاقتصادية المتعلقة بالتغير المناخي - وبكل إنصاف، سيحتاجون وقتا لتحديد تلك الأمور بأنفسهم. ما قيل أثناء الحملة الانتخابية شيء، أما تنفيذ سياسة معينة بالفعل فهذا شيء آخر. آمل أن يدركوا أهمية القضية. لكنني على ثقة بأنه بغض النظر عما سيحدث في واشنطن، وبغض النظر عن الأنظمة التي ستعتمدها الإدارة الجديدة أو تلغيها، وبغض النظر عن القوانين التي سيقرها الكونجرس الجديد، سنفي نحن بالتعهدات التي قدمتها الولايات المتحدة في باريس.
السبب بسيط: ستواصل المدن والشركات والمواطنون التقليل من الانبعاثات، لأنهم توصلوا - كما توصلت الصين تماما- إلى أن القيام بذلك يصب في مصلحتهم الشخصية مباشرة.
لم يكن النجاح الذي حققته الولايات المتحدة في محاربة التغير المناخي معتمدا في المقام الأول على واشنطن. لاحظ أنه على مدى العقد الماضي، لم يقر الكونجرس أي مشروع قانون واحد هدفه المباشر هو قضية التغير المناخي. مع ذلك وفي نفس الوقت، قادت الولايات المتحدة العالم في مسألة الحد من الانبعاثات.
وكان ذلك التقدم مدفوعا من قبل المدن والشركات والمواطنين -ولم تتوقف جهود أي منهم الآن، بل على العكس من ذلك تماما: الجميع يبحث عن سبل لتوسيع نطاق الجهود المبذولة. فرؤساء البلديات والقادة المحليون في كل أنحاء البلاد مصممون على مواصلة الضغط في قضية التغير المناخي - لأن ذلك يصب في مصلحتهم الذاتية.
لا بد من اعتراف الأمريكيين
مع مرور الوقت، وبينما يعترف المزيد من الأمريكيين بما يعنيه التغير المناخي بالنسبة لعائلاتهم ومستقبله، خصوصا الآثار الاقتصادية الباهظة التي تترتب على تجاهل الموضوع -من خلال لمس الأثر الخطير بشكل متزايد والمتمثل في العواصف وحالات الجفاف وغيرها من الظواهر الجوية الأخرى- سيطالبون باتخاذ إجراءات من قبل الحكومة الفيدرالية أيضا.
لكن في الوقت نفسه، ستكون ريادة الأمر بيد رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين الآخرين.
في شهر يونيو الماضي في بكين، وخلال اجتماع القمة حول التغير المناخي بين الصين والولايات المتحدة، قمنا بالإعلان عن تأسيس شراكة بين اتحاد رؤساء البلديات وتحالف الصين للمدن الرائدة المتطورة. منذ ذلك الحين، انضم اتحاد رؤساء البلديات لقوى مع تحالف رؤساء البلديات التابع للاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى جعل الميثاق العالمي لرؤساء البلديات أكبر تحالف منفرد والأكثر طموحا لرؤساء البلديات حول التغير المناخي.
في الواقع، إذا انسحبت إدارة ترامب بالفعل من اتفاق باريس، سأوصي بأن رؤساء البلديات البالغ عددهم 128 في الولايات المتحدة، الذين يشكلون جزءا من الميثاق العالمي بالسعي للانضمام مكان الإدارة الأمريكية. لن يكون لواشنطن الكلمة الفصل في مصير اتفاق باريس في الولايات المتحدة، بل ستكون لرؤساء البلديات، جنبا إلى جنب مع رجال الاعمال والمواطنين.