وإن تعجب فإن العجب من صمود تحالف (عفاش الخداع) و(الحوثي العميل) إلى الوقت الحاضر، لما يمثلانه من الغدر والخيانة، التي تمثل القاسم المشترك بينهما.
مارست الجماعة الانقلابية جريمة كبرى في حق الشعب اليمني، فقد استأثر كبار القيادات بالثروة وسرقوا أموال الشعب، لذلك يتوقع في ظل تزايد حالة الغضب والتحركات الاحتجاجية التي تشهدها العاصمة، أن تبادر قيادات داخل الجماعة نفسها إلى إعلان الثورة على الجماعة الانقلابية.
رغم أن التحالف المعلن بين الحوثيين وصالح يوجب تقاسم السلطة، إلا أن الحوثيين، في واقع الأمر، جردوا صالح من معظم نقاط قوته، كون العلاقة بينه والحوثيين تكتيكية، ولم تكن في يوم ما استراتيجية، فالحوثيون رغم عدائهم السافر للمخلوع الذي حاربهم ست حروب وقتل مؤسس الجماعة الحوثية، إلا أنهم رأوا في علاقتهم به خطوة تكتيكية تمكنهم من إسقاط العاصمة والاستيلاء على مؤسسات الدولة وجيشها وهذا ما تم، في حين يرى صالح في الحوثيين حليفًا يمكن أن يعيده إلى السلطة بأي ثمن حتى ولو أدى ذلك لتدمير البلد، الا أن الحوثيين قاموا بالإقصاء الواضح للمخلوع ورجالاته، وتوغلوا في كل مرافق الدولة والمؤسسة العسكرية الموالية لصالح، كما أن الحوثيين الآن يمتلكون قرار السلم والحرب ويتحكمون في إيرادات الدولة بعيدًا عن صالح. وبقاء اللجنة الثورية يُعطي دلالة على أن الحاكم الفعلي في صنعاء هو عبدالملك الحوثي.
يظهر ذلك من التطورات الأخيرة، التي أعقبت محاولة اغتيال علي عبدالله صالح، وتعثر الإعلان عن الحكومة غير الشرعية بعد تشكيل المجلس السياسي، والأهم تحرك ممثلي الحوثيين منفردين، فيما يخص الرؤية الأممية الأخيرة للسلام.
خدم صالح الحوثيين خدمة العمر، عندما سمح لهم ببسط سيطرتهم على صعدة والتمدد في مناطق اليمن الأخرى، وتسهيل استيلائهم على معسكرات موالية له وابنه، وحصولهم على أسلحة ثقيلة ومعدات حربية لم يكونوا يحلمون بامتلاكها.
والآن أصيب تحالف الانقلابيين ـ صالح بالتشرذم، وظهر اختلافهم للعيان، بعد أن شعر المخلوع بأن الأمور أصبحت خارج سيطرته، مما اضطره لتحذيرهم، بأنه سوف يلجأ الى إجراءات عقابية ضدهم، خصوصا بعد تأخر مرتبات الحرس الجمهوري عدة شهور، والقيام باختطاف بعض رجاله.
وَمِمَّا زاد الطين بلّة بالنسبة للانقلابيين، الانتصارات التي حققتها قوات الشرعية في جميع الجبهات، بالأخص في تعز والعاصمة صنعاء، مما جعل كل منهما يفكر بمصلحته بعيدا عن الآخر.