أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستستمر في قصف شرق حلب إذا لم تخرج الفصائل السورية المعارضة من تلك المناطق. وقال في مؤتمر صحفي: «سيتم تدمير المسلحين إذا رفضوا الخروج من شرق حلب.»
واعتبر الهدنة محاولة شراء وقت وإفساح المجال للمسلحين بالتزود بالسلاح والتقاط الأنفاس.
واتهم لافروف الثلاثاء، الولايات المتحدة برفض البحث «بجدية» مسالة خروج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حلب. وقال في مؤتمر صحافي: «لقد فهمنا أنه من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأمريكيين» متهما واشنطن بإلغاء محادثات حول سوريا بين خبراء روس وأمريكيين كانت مرتقبة أساسا، الأربعاء بحسب قوله. فيما أبدى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء، أسف الكرملين لرد الفعل المحدود للولايات المتحدة والغرب على قصف مستشفى عسكري ميداني روسي في حلب. واستهدفت إحدى القذائف مستشفى ميدانيا روسيا، متسببة بمقتل طبيبتين عسكريتين روسيتين، وإصابة ممرض ثالث بجروج بالغة، وكذلك مدنيين «عند حضورهم لمعاينة طبية»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وأضاف بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: «نأسف لأن رد فعل المجتمع الدولي بما في ذلك شركاؤنا بالولايات المتحدة متواضع جدا إزاء الفاجعة التي وقعت بالهجوم على المستشفى الميداني». وكانت الصين وروسيا مارست الإثنين، حق الفيتو على مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي يطالب بهدنة مدتها سبعة أيام في حلب. كما عارضت فنزويلا مشروع القرار الذي قدمته أسبانيا ومصر ونيوزيلندا، في حين امتنعت انغولا عن التصويت. وأيدت الدول الأخرى القرار.
وهي المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو حول سوريا منذ بدء النزاع في مارس 2011، والمرة الخامسة بالنسبة للصين.
وكانت موسكو أعلنت عن محادثات ستجريها مع الولايات المتحدة في اليومين المقبلين لإخراج مقاتلي المعارضة من حلب، في حين رفضت الفصائل المقاتلة أي اقتراح لإجلاء مقاتليها. فيما أكدت نائب سفيرة الولايات المتحدة ميشال سيسون عدم وجود «اي اختراق» في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا. واتهمت موسكو بأنها «تريد الاحتفاظ بمكاسبها العسكرية» وقالت: «لن نسمح لروسيا بخداع المجلس».
وتزامنا مع التصعيد العسكري، رفض فصيلان مقاتلان سوريان أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من شرق حلب، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن محادثات قريبة بين الروس والأميركيين حول خروج «كل مقاتلي» المعارضة من حلب. وأكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل في حلب لفرانس برس: إن أي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل «مرفوض»، داعيا «الروس للخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية». ورجح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن تبدأ قوات النظام بعد سيطرتها على حي الشعار، «عملية قضم تدريجي» للأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل». وعاش سكان شرق حلب ليلة مرعبة، تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف وفق مراسل فرانس برس. وأشار إلى أن السكان أقدموا على إطفاء الأنوار داخل منازلهم ليلا، خشية من استهدافهم بالقصف. وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الأرضية ومداخل الأبنية مع ارتفاع حدة القصف.
وتخوض قوات النظام وفق عبد الرحمن «عملية استنزاف للمقاتلين من الذخيرة عبر فتح اكثر من جبهة في الوقت ذاته» في الأحياء الشرقية.
وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل 324 مدنيا بينهم 44 طفلاً جراء قصف قوات النظام على شرق حلب، في حين قتل 73 مواطناً بينهم 29 طفلاً، جراء قذائف أطلقتها الفصائل على غرب حلب.
من جهتها، كشفت مصادر إعلامية في المعارضة السورية انشقاق عدد من قادة تنظيم داعش وهروبهم إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وذكرت مصادر إعلامية متطابقة الثلاثاء، أن خمسة أشخاص من التنظيم فروا من مدينة الرقة، ووصلوا مساء الإثنين، إلى محافظة إدلب، ومن أبرزهم (بلال الشواش ) أبو ذر التونسي القائد العسكري لجبهة فتح الشام سابقًا وأربعة قادة».