بعد أيام من تخليه عن حقه في الصراع على لقب بطولة سودامريكانا ، يتطلع أتلتيكو ناسيونال الكولومبي إلى المنافسة بقوة على لقب أهم لم يسبق له التتويج به حيث يستهل الفريق غدا الأربعاء مسيرته في بطولة العالم للأندية باليابان.
ويبدأ أتلتيكو مشاركته الأولى في مونديال الأندية بمواجهة مثيرة مع كاشيما أنتلرز بطل الدوري الياباني حيث يلتقي الفريقان غدا على استاد "سويتا" في المربع الذهبي للبطولة.
وكان أتلتيكو نال تقدير واستحسان الجماهير في العديد من أنحاء العالم بعد لفتته الطيبة والانسانية تجاه فريق تشابوينسكي البرازيلي عقب الكارثة التي تعرض لها الفريق البرازيلي بسقوط وتحطم طائرته ومقتل معظم أفراده قبل المباراة المرتقبة بين الفريقين في ذهاب الدور النهائي لبطولة كأس أندية أمريكا الجنوبية (سودامريكانا) .
وتنازل أتلتيكو عن حقه في المنافسة على لقب البطولة القارية وفرصته في الجمع بين لقبي سودامريكانا وكأس ليبرتادوريس وطلب منح لقب "سودامريكانا" إلى النادي البرازيلي كنوع من المواساة والمؤازرة بعد هذه الكارثة.
ولكن أتلتيكو ، الذي أصبح أول فريق كولومبي يشارك في مونديال الأندية ، يدرك تماما أن منافسه الأول في مباراة اليوم ربما يكون الجماهير المحتشدة في المدرجات والتي سيؤازر معظمها فريق كاشيما بغض النظر عن الاحترام والتقدير الذي ناله أتلتيكو على لفتته الطيبة والإنسانية وجائزة اللعب النظيف التي حصل عليها الفريق إزاء اقتراحه بشأن منح لقب "سودامريكانا" للنادي البرازيلي المنكوب.
ويتطلع النادي الكولومبي إلى تعويض لقب "سودامريكانا" والعواقب المترتبة على قراره الشجاع من خلال الفوز بلقب مونديال الاندية أو على الأقل بلوغ المباراة النهائية من خلال الفوز على كاشيما غدا.
وعقب مطالبة نادي أتلتيكو لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول" منح لقب سودامريكانا للنادي البرازيلي ، أكد خورخي بيردوم رئيس الاتحاد الكولومبي للعبة وجود صعوبات تحول دون اتخاذ مثل هذا القرار.
وقال بيردوم : "هناك الكثير من المصالح، وهي اقتصادية وجائزة الفوز بالكأس والتذاكر وحقوق الصورة الخاصة بالبث التليفزيوني، بالإضافة إلى بطاقة إضافية (لكأس سودامريكانا)، وهوية من يستحقها... إذا اعتبرنا أن ناسيونال هو البطل، فهذا يعني بطاقة إضافية لكولومبيا في بطولة سودامريكانا ، ولكن إذا لم يلعب النهائي، ماذا سيحدث؟".
وأشاد المسؤول الكولومبي بمبادرة الدعم الصادرة من نادي أتلتيكو ناسيونال ولكنه أكد في الوقت نفسه أن الموضوع ليس سهلا. وأكد بيردوم أيضا أنه تحدث عن هذه القضية مع رئيس "كونميبول"، أليخاندرو دومينجيز، الذي لم يعطه جوابا شافيا في هذا الشأن.
ولكن الكونميبول أعلن بعدها تتويج تشابوينسكي رسميا بلقب "سودامريكانا" مما يعني بعض الخسائر المالية وتقليص في حقوق النادي الكولومبي بسبب القرار الشجاع.
وفيما لا يزال الجدل دائرا بهذا الشأن كما لا تزال ذكريات الحادث المأسوي تسيطر على الجميع بما فيهم الفريق الكولومبي ، سيكون هدف أتلتيكو هو اجتياز عقبة كاشيما وبلوغ النهائي على أمل تحقيق أكثر من حلم.
ويأمل الفريق بالطبع في المنافسة على اللقب العالمي لإهدائه إلى جماهيره وإلى روح الفريق البرازيلي من ناحية أخرى كما يحلم الفريق بمواجهة مثيرة مع ريال مدريد إذا اجتاز الأخير فريق كلوب أمريكا المكسيكي بعد غد الخميس في المباراة الأخرى بالمربع الذهبي للبطولة.
وقد يكون في الفوز باللقب العالمي أو الوصول للنهائي بعض التعويض عن خسائر أتلتيكو المالية والمعنوية إزاء منح لقب سودامريكانا للفريق البرازيلي.
ويدرك الفريق الكولومبي بقيادة مديره الفني رينالدو رويدا أن الجماهير اليابانية قد تكون المنافس الأقوى له في مباراة الغد ولكنها لن تكون السلاح الوحيد لدى كاشيما الذي أظهر قدرات رائعة في مباراتيه السابقتين بالبطولة الحالية.
وكشف كاشيما عن اللياقة البدنية العالية للاعبيه والقدرة على قلب النتيجة لصالحه في أي وقت وخاصة في اللحظات العصيبة حيث قلب تأخره بهدف نظيف أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي إلى فوز ثمين 2 / 1 في الدور الأول للبطولة كما شهد الشوط الثاني من مباراته أمام صن داونز الجنوب أفريقي في الدور الثاني تحولا هائلا في المستوى ليحقق الفريق الفوز 2 / صفر ويتأهل للمربع الذهبي.
ولهذا ، يحتاج لاعبو أتلتيكو إلى التحلي بالحذر والتركيز على مدار شوطي المباراة وحتى صفارة النهائية إذا أراد الفريق بلوغ المباراة النهائية وإحباط مغامرة أصحاب الأرض.
في المقابل ، يسعى كاشيما إلى مواصلة قصة النجاح الرائعة له في أول مشاركة له بمونديال الأندية وتحقيق إنجاز غير مسبوق لممثلي الكرة اليابانية في هذه البطولة.
وعلى مدار خمس مشاركات سابقة لأربعة فرق يابانية في مونديال الأندية نجحت ثلاثة منها في الحصول على المركز الثالث وفاز الآخر بالمركز الرابع مرة واحدة فقط.
ويطمح كاشيما ، الفريق الأكثر نجاحا على المستوى المحلي في اليابان ، إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق بالعبور إلى المباراة النهائية علما بأن فريقين فقط من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية نجحوا في كسر احتكار فرق القارتين للمباراة النهائية حيث بلف مازيمبي الكونغولي النهائي في 2010 وبلغ الرجاء البيضاوي المغربي النهائي مجددا في 2013 وإن خسر كل منهما النهائي.
ولهذا ، يطمح كاشيما إلى تحقيق هذا الإنجاز بأن يكون أول فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا يبلغ المباراة النهائية خاصة وأنه تجنب المواجهة الأكثر صعوبة مع ريال مدريد في المربع الذهبي.
وفي مباراة أخرى غدا ، يلتقي تشونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي فريق صن داونز الجنوب أفريقي في صراع المركز الخامس بعدما خسر كل منهما مباراته في الدور الثاني للبطولة الحالية.
