DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حلب.. تستصرخ ضمير العالم

حلب.. تستصرخ ضمير العالم

حلب.. تستصرخ ضمير العالم
ما يجري في حلب تجاوز بمراحل كل ما يمكن أن يتخيله العقل من قتل وتدمير وتهجير وحماقات يرتكبها الإنسان ضد أخيه الإنسان، وهذه الحماقات ترتكب على مسمع ومرأى من العالم أجمع.. دون أن يحرك هذا العالم ساكنا، وما هي سوى فقاعات تظهر هنا أو هناك تدين وتشجب وتستنكر.. ثم ماذا؟ لا شيء في نهاية الأمر!. وقد شهدت مقاعد الأمم المتحدة انتكاسات مأساوية للمقترحات والتوصيات الصادرة حول الأوضاع المتدهورة في حلب خاصة، وسوريا عامة، حيث تلعب الأيدي الخفية في حبك المؤامرات، التي تدفع بالأوضاع في سوريا إلى الأسوأ بحكم المماحكات والألاعيب والتجاوزات التي يرتكبها النظام، بدعم من العصابات والميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، وبمساندة مباشرة من روسيا، وبتساهل واضح من أمريكا، وبتخاذل بائس من الدول العربية، ومن المخجل فعلا مشاركة بعض هذه الدول في دعم النظام والوقوف بجانبه، وقمع المقاومة، وكأن مأساة حلب لم تكف بعد.. لإثارة النخوة العربية، وبعث يقظة العرب من مرقدها الذي طال أمده حتى فُقد الأمل فيه. كلاب إيران لا تزال تنبح هنا وهناك، وبعض الحكومات العربية صامتة عن ما يجري فوق أراضيها من تمجيد للعبث الإيراني في المنطقة، بعد أن استطاعت طهران زرع النزاع الطائفي حتى بين أبناء المجتمع الواحد، واستمالت إلى جانبها ضعاف النفوس ممن باعوا أوطانهم - بعد أن باعوا أنفسهم - للشيطان، حتى وصل الأمر في حلب وفي مدن أخرى في العراق واليمن، إلى ما وصلت إليه من أوضاع مأساوية لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا، بلعبة إيرانية قذرة؛ هدفها زعزعة أمن المنطقة، وإشعال نار الفتنة في ربوعها، مستمدة قوتها من تخاذل العرب، وهم الذين يملكون كل مقومات التغلب على الباطل، والانتصار للحق؛ لو توحدت كلمتهم، واستيقظت نخوتهم، بعد أن بلغ السيل الزبى، وحلب خير شاهد على ما يخبئه الغد لمدن عربية أخرى من الدمار والخراب وتهجير المواطنين من بيوتهم في صور بشعة من القتل والرعب والخوف الشديد من الغد المظلم، إذا لم يوضع حد لعبث عملاء إيران في المنطقة، وإذا لم تتوال الضربات الموجعة ضد طهران، باقتصادها المنهار، وشعوبها المضطهدة، وثورات هذه الشعوب ضد النظام الفاشي في طهران، وكانت أولى هذه الضربات الموجعة هي عاصفة الحزم، والتحالف العربي المشارك في محاربة عملاء إيران في اليمن. الآن تتحالف قوى الشر ضد حلب المدينة الباسلة المناضلة التي لم تحن جبينها إلا لخالقها، فالنظام ببراميله المتفجرة، وإيران بميليشياتها الإرهابية، وحزب الشيطان بتجاوزاته الواضحة، وروسيا بطائراتها الهجومية، وسنوات من القتل والتدمير والعدوان الغاشم.. ولم يستطع ذلك كله تركيع المقاومة، ولا إجبارها على الاستسلام، فالمقاومة مستمرة، والاستشهاد هدف، والموت في سبيل الدفاع عن العرض والأرض مطلب، ومهما طال ليل الظلم، فإن فجر الحق سينبلج عن نصر مؤزر؛ لأن غلبة الحق على الباطل أمر لا مفر منه. محاولة إنعاش أحلام ملالي طهران في السيطرة على المنطقة، وفرض النفوذ الفارسي على العرب، تؤكد أن هذه حرب سياسية في الدرجة الأولى، وإن ارتدت وشاح الطائفية البغيضة، وقد اتخذوا من هذه الطائفية مطية لتحقيق أهدافهم التوسعية، وبوسائل مباشرة أحيانا، وملتوية في معظم الأحيان، فما بين عصابات الحشد الشعبي، ومن دار في فلكها، وعصابات داعش، ومن دار في فلكها أيضا هو في حقيقته تحالف غير معلن، وتبادل للأدوار غير مكتوب، وصولا إلى تدهور الوضع العربي، بقتل السنة العرب من قبل الحشد الشعبي، وقتل الشيعة العرب من قبل داعش، وهذا المسار هو ما تلجأ إليه طهران وتغذيه وتشجعه لتنفيذ مخططاتها الجهنمية بحجج طائفية تجاهل الكثيرون حقيقتها المجردة من كل هدف باستثناء هدف واحد، هو عودة الابن الضال، وهو هنا النفوذ الفارسي الغائب عن الوجود دون رجعة، وما هي سوى أوهام وأحلام يقظة تداعب عقولا استخفها الاستهتار بالآخرين، وتعيش في قلوب أعماها الظلم والجور والعدوان عن رؤية الواقع بوضوح. حلب تستصرخ ضمير العالم فمن يسهم في نجدتها؟.. من سينقذها من هذه الأوضاع التي تشكل عارا ليس في جبين العرب فقط، ولكن في جبين الإنسانية أيضا؟ * مستشار إعلامي