أكد محافظ صعدة هادي طرشان الوائلي أن الجيش الوطني اليمني يحقق تقدمًا مستمرًا في العمليات القتالية التي يشنها ضد الميليشيات الانقلابية في جبهتي البقع وعلب بالمحافظة، فيما استدعى الرئيس اليمني قيادات الأجهزة الامنية والعسكرية، محملا اياهم مسؤولية الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، وآخرها التفجير الانتحاري أمس الذي استهدف تجمعًا لعسكريين في منطقة الصولبان، وراح ضحيته 49 قتيلا وأصيب أكثر من 60 لدى تجمعهم لتقاضي رواتبهم، فيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وذكر المسؤولون أن الهجوم وقع قرب قاعدة الصولبان العسكرية في حي خور مكسر في عدن، الذي سبق أن فجر انتحاري آخر من التنظيم نفسه قبل أسبوع وقتل 50 جنديا.
وتكفّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بنقل وعلاج الجرحى والمصابين جراء التفجير الإرهابي الذي وقع أمس في عدن وراح ضحيته عدد من القتلى والجرحى.
وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في تصريح صحفي أمس الأحد، أنه تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتلمس أوضاع الأشقاء اليمنيين وتلبية احتياجاتهم فقد بادر المركز باستيعاب عدد من الجرحى في القطاع الخاص اليمني على نفقته وعددهم (77) مصابا بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ومكتب المركز في عدن. في وقت وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للعاصمة الرياض، لعقد اجتماع مع وزير الخارجية عادل الجبير بمشاركة المبعوث الأممي الخاص باليمن، لبحث خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ لحل الأزمة اليمنية. في غضون ذلك، حمل الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية في بلاده، المسؤولية عن الهجمات الإرهابية التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن، وآخرها التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعًا لعسكريين في منطقة الصولبان بعدن اليوم.
وأصدر هادي، تعليمات حمّلهم فيها المسؤولية عن أي تقصير أو خلل في النظام الأمني، بصفتهم معنيين باستقرار وتثبيت الأمن بشكل عام.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن استدعاء الرئيس اليمني لقيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، جاء بعد حوادث الاختراقات الإرهابية التي شهدتها عدن وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
في حين، أكد رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أن حكومته ماضية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، مشيرًا إلى أن الهجوم الإرهابي الذي نفذه انتحاري وسط تجمع لعسكريين في عدن أمس، لن يثني الحكومة عن مواصلة حربها على الإرهاب والعناصر التخريبية.
وقال ابن دغر، خلال اجتماع له في القصر الرئاسي بعدن، مع عدد من القيادات العسكرية الأمنية: إن العناصر التخريبية تهدف من وراء عملياتها الإرهابية، إلى النيل من أمن واستقرار المناطق المحررة من الانقلابيين، بعد أن شهدت العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة تحسنًا أمنيًا ملحوظًا.
وشدد رئيس الحكومة اليمنية - وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية - على ضرورة رفع الحس الأمني ورفع مستوى الحيطة والحذر ومواجهة خلايا تنظيم القاعدة وكل من يحاول زعزعة أمن واستقرار البلاد.
في المقابل، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين إلى تبني مبادرات نوعية للتدخل الإنساني لدعم الشعب اليمني تتناسب وحجم الأزمة الإنسانية هناك، بالتعاون مع منظمات المجتمع الدولي.
واعتبر الأمين العام - في كلمته أمام الاجتماع التحضيري لمؤتمر دعم اليمن الذي عقد أمس في مقر الأمانة العامة بمدينة جدة - المؤتمر المزمع عقده خُطوة مهمة على طريق تعزيز منظومة الاستجابة والتنسيق بين الأطراف اليمنية لضمان عدم تعدد أو ازدواجية الآليات، مثمنا الجهود الإغاثية والإنسانية التي قدمتها المملكة بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
من جهته، أوضح وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن، عبدالرقيب سيف فتح أن تقارير الأمم المتحدة عن الكارثة الإنسانية تشير إلى أن 21.2 مليون شخص من أصل 27 مليون نسمة إجمالي سكان اليمن، بحاجة إلى مساعدات إنسانية مختلفة، و19.3 مليون لا يصلون إلى مياه الشرب الصحية، و14.1 مليون يعانون شحا في المواد الغذائية بزيادة 200 في المائة خلال عامين، و2.2 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد بزيادة 200 في المائة عن عام 2014. في سياق آخر، دمرت مدفعية الجيش اليمني آليات تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في معاقلهم بنهم شرق صنعاء.
ووفقا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، فإن الجيش استهدف مواقع وتجمعات تابعة للميليشيات في مناطق مختلفة من جبهة نهم، فيما دمر طيران التحالف العربي عربتين تابعتين للميليشيات الانقلابية بغارة جوية في منطقة المعادي قرب مفرق أرحب. واستهدف بغارة أخرى تجمعا للميليشيات في ذات المنطقة، أسفرت عن مصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيات.
من ناحيته، أوضح محافظ صعدة هادي طرشان الوائلي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن أكثر من 29 مسلحًا من ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لقوا مصرعهم في مواجهات مع قوات الجيش الوطني في اليمن، في جبهتي علب، والبقع. وأشار إلى أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية، المسنودة بطيران التحالف العربي، تمكنت من تحرير عدة مواقع في جبهة البقع، منها مثلث الجوف، بعد يوم واحد من تحرير منطقة مندبة الاستراتيجي، لافتا الانتباه إلى أن الجيش استعاد أسلحة متنوعة من المواقع المحررة، بعد فرار العشرات من الميليشيا.
من جانبه قال قائد محور صعده في الجيش اليمني العميد عبيد الأثلة: إن وحدات الجيش تمكنت من تحرير «جبل السنترال وتبة الشهداء» المطلان على قيادة معسكر اللواء 101 مشاة بمنطقة البقع بعد خوض معارك عنيفة مع الانقلابيين.