صديق لم يكن أستاذا فقط.
كان أستاذ أجيال
تعلمت منه أجيال
صنع للتعليق نكهة
وللصحافة طعم
وللمرح اسم
وللروح معنى
¿ كان مزيجا من فن
ورحيقا من نغم
وقصيدة من هوى
صديق جمال (الروح) كان كل هذا
عندما كان في أوج أزمته الصحية
¿ كان في أوج روحه الفكاهية
يقول المقربون منه إنه وقبل غيبوبته
كان يمازح هذا ويلاطف ذاك
لم يكن حزينا ولا مستسلما للمرض
¿ كان شجاعا كما عرفناه
حريصا على أن يبقى كما هو
يأبى أن يغيره المرض
كما أبى أن يغيره الذين تنكروا لتاريخه
فلم يكرموا تاريخ صديق
لم يعطوه حقه
ولم يقدموا له أقل مما كان يقدم
قدم للتعليق وللتدريس وللصحافة وللتحكيم
¿ أستاذ الأجيال ودع الدنيا
لوح لها مبتسما
بينما الآخرون حزينون الآن
لأنهم لم يستطيعوا تكريمه
¿ أستاذ الأجيال نطق بكلمة الوداع
زاره الموت وهو يعيش النقيضين:
فرحه وحزنه
فرحه لروحه المرحة
وحزنه للذين تنكروا له
وداعا صديق.