قال علماء من سويسرا: إنهم نجحوا في وقف نمو خلايا سرطانية بواسطة مزيج من عقارين شائعين يستخدمان ضد ما يعرف بمرض السكري الكهلي وضغط الدم.
وأوضح الباحثون أن التجارب الأولية، التي أجروها على فئران وعلى عينات دم مصابة بالسرطان أسفرت عن نتائج واعدة جدا، وفق ما ذكرت (الألمانية).
وأشار الباحثون تحت إشراف ميشائيل هال من جامعة بازل إلى أن المادة الفعالة ميتفورمين تخفض السكر في الدم وهي أكثر المواد الفعالة، التي يصفها الأطباء لمرضاهم المصابين بالسكر من النوع الثاني، الذي يصيب الإنسان غالبا في الكبر، ولذلك يسمى السكري الكهلي.
كما تعيق هذه المادة نمو الخلايا السرطانية ولكنها تتسبب في آثار جانبية إذا استخدمت بجرعة عالية جدا.
واكتشف الباحثون أن مادة ميتفورمين تثبط السرطان إذا استخدمت مع مادة سيروسينجوبين المخفضة لضغط الدم، وأن هذا التأثير الجيد يحدث بالفعل عند استخدام ميتفورمين بجرعة ضئيلة.
وأفادت جامعة بازل الثلاثاء الماضي بأن هذا المزيج الدوائي يثبط طيفا واسعا من الخلايا السرطانية المختلفة.
وقال دون بنيامين، الذي أشرف على صياغة الدراسة: «استطعنا على سبيل المثال التأكد من خلال تحليل عينات دم خاصة بالمرضى المصابين باللوكيميا (سرطان الدم أو ابيضاض الدم) من قتل جميع الخلايا السرطانية تقريبا بعد استخدام هذا المزيج الدوائي وبجرعات ليست في الحقيقة سامة بالنسبة للخلايا» حسبما جاء في بيان الجامعة.
وأوضح الباحثون أن خلايا الدم الخاصة بالمتطوعين الأصحاء لم تتأثر بهذا المزيج الدوائي خلال التجارب.
وفسر الباحثون هذا التأثير القوي للمزيج الدوائي بأن كلا من المادتين الفعالتين تمنعان وصول الطاقة للخلايا السرطانية، حيث إن مادة ميتفورمين توقف محطات توليد الطاقة «ميتوكندريون» الخاصة بالخلية في حين أن مادة سيروسينجوبين تثبط على سبيل المثال عملية تحليل السكر في الخلية.
ولأن الخلايا السرطانية تحتاج في نموها السريع لطاقة أكثر مما تحتاج إليه الخلايا العادية، فإن رد فعلها يكون أكثر حساسية عندما تقطع عنها إمدادات الطاقة.
وتبين للباحثين أيضا خلال تجارب على فئران مصابة بسرطان الكبد أن هاتين المادتين لهما تأثير قوي، حيث تراجع تضخم الكبد لدى هذه الفئران عند علاجها بالمزيج الدوائي، كما انخفضت أعداد الأورام السرطانية حسبما أوضحت الجامعة.
ونشرت نتائج الدراسة في العدد الأخير من مجلة «ساينس أدفانسيس» المتخصصة.
وقال بنيامين: إن الدراسة توضح أنه عند استخدام الدواءين معا، فإن تأثيرهما على تكاثر الخلايا السرطانية يكون أكبر من تأثير كل منهما على حدة «وتبرهن نتائجنا على أنه من المجدي الدفع بالدراسات، التي تعنى بدمج أكثر من دواء في عقار واحد في علاج المرضى المصابين بالسرطان، خاصة العلاج الذي يستهدف حاجة الخلايا السرطانية المرتفعة من الطاقة وهي الدراسات، التي ربما وجدت فرصا للتطبيق العملي».