كان حادث مقتل الإرهابيين، طايع الصيعري وطلال الصاعدي، على يد أحد أبطال الأمن العام العريف جبران عواجي هو حديث الإعلام والشارع السعودي، ورصدت كاميرا جوال لفتاتين كانتا تراقبان من نافذة منزلهما القريبة محاولة هروبهما حتى مقتلهما بعد أن أبيا كغيرهما من أعضاء الخلايا النائمة تسليم أنفسهم وحقن دمائهم بل كانا متأبطين أحزمة ناسفة، شاء الله ألا تنفجر في حي مكتظ، ورجال أمن كثر. طايع الصيعري وطلال الصاعدي، لم يكونا حديثي عهد بمحاولة زعزعة أمن واستقرار هذا البلد، وخضعا لجلسات مناصحة عدة، لم تزدهما إلا طغيانا، فأحدهما هو من فخخ عنصرا معه واستهدف رجال أمن بجوار المسجد النبوي الشريف في شهر رمضان، وقبيل موعد الإفطار بدقائق! هذا هو فكرهم، وهذا هو نهجهم، فأي دين يبيح مقتل مسلمين في بلد حرام وشهر حرام وساعة مباركة! عمل مجهول السبب وعطيب المسببات! من شاهد المشهد السريع لمعركة إطلاق النار في حي الياسمين؛ لا يستغرب وقوف العريف عواجي صامدا، دون أن يهتز له طرف، موقفا بطوليا رائعا حتى أجهز على الإرهابيين في مكانهما قبل أن يستطيعا الهروب بسيارة الشرطة أو تفجير نفسيهما، مما يحدث آثارا كبيرة على رجال الأمن والمنازل المجاورة! وهروبهم أيضا سيشكل خطرا أكبر على المارة. جبران، هو واحد من مليون جبران، كانوا سيقفون نفس الموقف ويبلون أيما بلاء في عنصرين من شرذمة أقلقت البلاد والعباد!
جبران فاز بموقف بطولي، أدهش الغرب من خلال إعلامه الناقل للنبأ، فكتبت إحدى الصحف الغربية قائلة «لا يمكن أن يكون هذا الجندي ينفذ أوامر رؤساء من أجل الاحتفاظ بالوظيفة، وحللوا أن هذا الجندي تقدم بدون أن يكون مستعدا لهذا الموقف بدروع وخوذات وأسلحة أوتوماتيكية سريعة! وقالوا إن ذلك ينم على حب وولاء منقطع النظير لرجال أمن يكنون ولاء غير طبيعي لبلدهم وقادتهم».
جبران، فاز بها قبل أن يسبقه للفوز بها الكثير من زملائه، الذين تمنوا أن تتلقى صدورهم ورؤوسهم رصاصا «طايش» قد يطيش في رؤوس ساكني حي الزهور!
ابناؤنا ونحن في هذه الظروف السياسية والاقتصادية العصيبة جعلوا وكرا لتصنيع وتفخيخ وتجهيز أحزمة ناسفة، فلمن يصنعون وماذا يريدون؟ من هو ذاك الخبيث الذي شتت فكرهم وأوهمهم ووصف لهم اللا معقول بما هو لامعقول! الحرب مستمرة، وإذا لم نكن كلنا جنودا للأمن كلنا جبران وكلنا داخلية، إذا لم نسكت أفواه الغوغاء «حتى وان كانت لحُسن نية» فقد يخرج لنا ألف «طايع» وألف «طلال».
أخيرا.. تحية إجلال وتقدير وإكبار لجنودنا الأشاوس، تحية لمن كشف الوكر قبل أن ينشر الموت، وألف تحية وتحية لجبران عواجي.
* صحفي وكاتب