شكل خوض الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن لمباراة ودية أمام فريق شنغهاي الصيني، خلال معسكره المقام حاليا في الدوحة، مفاجأة من العيار الثقيل للوسط الرياضي السعودي، حيث كان الجميع يتوقع بأن يخوض أبناء الباطن مباريات متوسطة المستوى، من أجل أن يتمكنوا من تطبيق الأفكار التكتيكية لمدربهم الوطني خالد القروني، مما يساعد على زيادة الانسجام فيما بين اللاعبين والمدرب، دون خوض مباريات عالية المستوى قد تكون الفائدة المرجوة منها شبه معدومة.
وعلى الرغم من أن المباراة انتهت بتفوق الفريق الصيني بهدفين لهدف وحيد، إلا أن النتيجة بالنظر للإمكانيات الفنية التي يمتلكها الفريقان، كانت من الممكن أن تكون أكبر، وهو ما قد يؤثر على الفريق سلبا. لكن يبدو أن المدرب الوطني خالد القروني الذي غامر بخوض هذه المواجهة، يمتلك الثقة الكاملة في نجومه، ولذلك فضل المغامرة وخوض مباراة من العيار الثقيل، تكسب لاعبي الفريق مزيدا من الثقة، خاصة وأنها تقام دون أي ضغوط تنافسية عليهم، فالفريق قدم مستويات جيدة رغم حداثة خبرته بدوري جميل الممتاز، لكن يبدو بأن الثقة داخل أروقة الفريق بدأت بالاهتزاز، نظرا لبعض النتائج السلبية، والضغط الكبير الناتج عن التنافس العالي في الدوري الممتاز السعودي. ورغم الانتقادات، التي وجهت للإدارة الفنية في فريق الباطن، بسبب خوضه لهذا اللقاء الصعب، يبقى أن الرؤى قد تختلف فيما يتعلق بطريقة إدارة المعسكرات الداخلية أو الخارجية لفرق كرة القدم، فيصب بعض المدربين تركيزه على الجانب اللياقي، خاصة حينما تكون الأجواء مناسبة لذلك، فيما يهتم البعض الآخر بالجوانب التكتيكية البحتة، خاصة إذا ما كان المعسكر في الفترة التي لا تتعلق ببداية الموسم الرياضي، وما بين هذا وذاك تختلف المدارس التدريبية، حول ما هو الأنسب والأصح، لكل فترة من فترات الموسم، ويبقى الأهم أن ذلك يعتمد على الرؤية الفنية للمدرب ومدى النواقص التي يعاني منها الفريق، خلال تلك الفترة.
أما السؤال التي يجب أن يطرح، فيتعلق بالأسس التي يبنى عليها المدرب اختيار مثل تلك المباريات، والتي قد تختلف من فريق لأخر، ومن مدرب إلى مدرب اخر، لذلك يبقى المدير الفني لأي فريق هو الوحيد المخول بالإجابة على مثل هذه التساؤلات.