كنت مثلكم أظن النساء ثلثي السكان في السعودية أو النصف لكن المسح الأخير (السكان حسب فئات العمر والجنس والجنسية) أظهر زيادة في اعداد الذكور تقدر بـ(381146) بمعنى أن المشكلة التي وقعت بها الهند والصين وهي بداية التباين في أعداد الذكور والإناث وتفضيل جنس على آخر نعيشها نحن أيضا، ومعناه أيضا أن خيار التعدد قد يكون خيارا محدودا مستقبلا لاسيما أن ما يقارب أربعمائة ألف رجل سعودي لن يتمكنوا من الزواج من سعوديات! هذا لو افترضنا أن جميع السعوديات فضلن الزواج بسعوديين. ولو فكر أحدهم في الزواج بمقيمة في البلد فإن فرصه أيضا محدودة لاسيما وأن التعداد الحالي يظهر أن الفرق في أعداد الذكور والإناث غير السعوديين أظهر تباينا وزيادة في أعداد الذكور تقدر بـ(2516). الخلاصة هن سكن لكم وكل واحد (يخلي باله على حريمه ويشد عليها بأسنانه).
يفترض أن تتناغم هذه الحقيقة مع ضرورة تعويض ربات المنزل عن وظيفة الحياة التي افترضها الجميع لها، بناء الأسرة والعناية بالأطفال وأن تكون مربية ومعلمة وممرضة، وهي من أرقى وأشرف الوظائف التي توارثتها النساء في العالم كله، لكنها وظيفة بدون راتب وتعيش صاحباتها على الكفاف الأسري، بل ويستخسر بعضهن الاستقطاع من مصروف الأسرة لأنفسهن (محدودي ومتوسطي الدخل). ولو فاضلنا بين ما يقدمنه للمجتمع والوطن وما يقدمه الباحثون عن عمل والفاقدون لاعمالهم لكان استحقاق ربات البيوت أولى وأحق. وما دمنا نتحدث عن الانصاف فالكثير منهن قد يكون انهى وظيفته في الحياة وفي أرذل العمر. ولو افترضنا أن أرذل العمر هو الفئة ما بين (65 - 80) فنحن نتحدث عما يقارب (428548) امرأة وما نسبته (4.3%) من النساء وهو عدد محدود جدا، وبحاجة لدخل جيد (غير الشؤون الاجتماعية) لتكون له ممرضة أو خادمة تقوم على رعايته وهو أمر آخر بحاجة لنظر. لا أظن أن هذا المطلب هو جزء من رفاهية المواطن، لكني أظن أن هذا المطلب هو أصل المواطنة الحقيقية والاعتداد بأمهاتنا حيثما وجدن. (صباح طيب ومبارك وقبلة على جبين كل من شرفت الوطن بأبناء وبنات عاشوا على خدمته وبنائه، ودعوات رحمة لكل أم طاهرة أدت ما أوكلت عليه بكل أمانة وحب، أنتن نفائس نتزين بها وأوسمة شرف في كل ميدان). * كاتبة