يحق لنا في البداية أن نتساءل عن مفهوم تعلم واكتساب اللغة فنجيب عن ذلك بأنها عملية اتصال للأفكار والمشاعر سواء صدرت في إشارات أو أصوات أو ملامح أو علامات تعين على فهم المعنى.
وحسب تعريف دائرة المعارف البريطانية فان اللغة وسيلة من وسائل البنائية الاجتماعية والتواصلية من أجل التعبير عن الذات وفهم الآخرين والنمو العقلي والمعرفي والانفعالي، لذلك فإن اللغة ترتكر على أساس التفاعلية الاجتماعية الذي غايته كفاءة الاتصال حسبما أشار إليه فيجوتسكي وبندورا وهاتش وغيرهم. لكن الجدير بالذكر والملاحظة أن هذه الممارسة- أي التفاعلية الاجتماعية- أصبحت واقعا ملموسا يمكن تطبيقه واقعيا وبشكل تلقائي مع انتشار أدوات التواصل الاجتماعي التي تندرج ضمن ما يعرف بالإعلام الاجتماعي الإلكتروني الذي يحتوي التالي: أدوات التواصل الاجتماعي، مثل: (Google+) مواقع المفضلات (Bookmarking sites) مثل: Delicious، الأخبار الاجتماعية مثل: Reddit، المشاركة الإعلامية مثل Flicker، التدوين متناهي الصغر مثل: Twitter، المدونات والمنتديات مثل: Worldpress، البريد الإلكتروني مثل: Gmail.
إن أدوات التواصل الاجتماعي بشتى أمثلتها المختلفة عبارة عن تطبيقات تفاعلية تشاركية بين عدد من المستخدمين يتم دمجها مع الويب الاجتماعي (Social web) الذي يتم دعمه من خلال تقنية الجيل الثاني من الويب أو ما يعرف بـ (Web 2.0) الذي يتيح لجميع المستخدمين كافة الخصائص من حذف وتعديل وإضافة وتقسيم وتوزيع الأعمال إلى غير ذلك، وهو المنصة التقنية التي تسمح للتطبيقات التقنية الاجتماعية كأدوات التواصل الاجتماعي بالعمل.
هناك الكثير والعديد من المميزات لهذه الأدوات التي يمكن دمجها في الحقل التعليمي منها على سبيل الحصر: التواصل مع العالم الخارجي وتبادل الآراء والأفكار ومعرفة ثقافات الشعوب وتقريب المسافات والمزج بين البيئة الصفية الرسمية والتقنية الحديثة وفتح باب تبادل المعرفة بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة حتى مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى كونها متوافرة على مدار الساعة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للطلاب الخجولين لإظهار كل ما لديهم من أفكار وإيجاد بيئة أكثر أمانا لهولاء الطلاب، ووسيلة رائعة لتعزيز الترابط العلمي المباشر مع المؤسسات التعليمية العالمية المختلفة. لكن يظل هناك بعض التحديات كانقطاع الانترنت وضعف الاتصال أحيانا والعشوائية وعدم احترام الآخرين وأفكارهم واستخدام الأسماءِ المستعارة وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي والحد من المواجهة المباشرة بين المعلم والطالب وبعض الإشكالات المتعلقة بالحفاظ على الحقوق الملكية والفكرية للأفراد، وكذلك للطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
إن أدوات التواصل الاجتماعي تعين الطلبة على التمييز بين ما هو أكاديمي وبين ما هو حديث شخصي وكيفية الدمج بينهما.
ومن الاستخدامات الأكاديمية لأدوات التواصل الاجتماعي في زيادة الحصيلة اللغوية أن تقوم مقام المرجع لكل ما يقوم به الطلاب من أعمال وأنشطة يسهل الرجوع إليها في أي وقت. وحينما يأتي دور أدوات التواصل الاجتماعي في تعلم اللغات خصوصا الإنجليزية بالنسبة للطالب الجامعي نجد الكثير من استخدامات هذه الأدوات التي عن طريقها يتم تعزيز ممارسة أحد أو جميع مهارات واستراتيجيات تعلم اللغة.
فمن خلال ممارسة تعلم وتعليم اللغة بمفهومها الجديد: (Collaborative learning) بالاعتماد على هذه الأدوات يتم العمل في فريق واحد ضمن مجتمعات صغيرة موجهة افتراضيا تتسم بإعطاء الجميع حرية المشاركة والتزود بتغذية راجعة متبادلة.
كما يمكن الطلاب من التواصل مع آخرين ناطقين أصليين للغة سواء انجليزية أو عربية أو فرنسية أو غير ذلك من خلال إنشاء مجموعات أو شبكات. هذه الأدوات- كما أظهر العديد من الدراسات الحديثة- يمكنها أن تضفي على عملية تعلم واكتساب اللغة الشيء الكثير لا سيما أنها تساعد على تبني تدريس مهارات اللغة بشكل مدمج كممارسة مهارات الاستماع مع الكتابة الأكاديمية والقراءة الاستيعابية التي تكون غالبا مدعمة بالوسائط المتعددة والهايبرلنك.
فاذا أخذنا إحدى أشهر أدوات التواصل الاجتماعي Youtube واخترنا سلسلة محاضرات تيد توكز (Ted Talks) في فصول تعليم مهارات الاستماع والاستيعاب فستساهم- بلا شك- في تطوير الكفاءة اللغوية لهذه المهاراة، بالإضافة إلى مهارات الكتابة الناقدة والمناقشة والتفكير الجماعي باستخدام هذه الأدوات الإلكترونية ما يجعل المتعلمين أكثر نشاطا وحيوية.