من بين الملامح البارزة لمهرجان بيت الشعر الثاني الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون، في أواخر ديسمبر من العام المنصرم، ثمة ملمح لم ينل، كما أرى، ما يستحقه وما هو جدير به من الاحتفاء، وأعني به جائزة الكتاب الأول، التي تُمنح للمرة الأولى هذا العام في دورة المهرجان الثانية. وحسب معلوماتي، ليس هناك جائزة مشابهة لهذه الجائزة على المستوى المحلي. وهي جائزة تحتفي بتجارب الشعراء الشباب، وحقيقة بدورها بالاحتفاء بها، لأنها تقدم لنا أصواتًا شعرية ناضجة أو في طور التشكل والنضوج، وتمنح لتلك الأصوات الثقة بأن هناك من يصل إليه صداها ويقدرها. وحسنًا فعلت اللجنة القائمة على تنظيم المهرجان بإتاحة المجال للشعراء الفائزين بالوقوف جنبًا إلى جنب مع شعراء معروفين ومكرسين على مسرح الجمعية، وقبل ذلك إقدامها على طباعة أعمالهم الفائزة عبر دار نشر عُرفت بتوجهها لتبني النص الحديث والأسماء الجديدة ممن يقدمون كتابة مختلفة عما هو سائد ورائج في المشهد الثقافي الذي بات يعاني من حالة مؤسفة من فوضى النشر الذي لا ضوابط إبداعية أو قيمية له، إلا فيما قل وندر.
في الكلمة التعريفية بالجائزة في مقدمة الكتب الثلاثة الفائزة لكل من أحمد الصحيح وأبرار سعيد وإبراهيم حسن، توصف الجائزة بأنها «نافذة» يفتحها بيت الشعر للشعراء الشباب «ليقدموا عبرها أفضل التجارب الشعرية التي تحمل تجربة فنية فريدة متميزة ذات مضامين شعرية عميقة». ولا تخفي اللجنة المحكمة المكونة من الأديبين الصديقين عبدالله السفر ومحمد الحرز، وهما الشاعران المعروفان، كون المجموعات الفائزة تقدم «صورة عن أنفسهم» في توجههم المعروف نحو كتابة النص الجديد والمختلف والمغاير والذي قد يوصف في بعض أبعاده بالتجريبي. نذكر هنا أن الأعمال الفائزة هي على التوالي: فتحت الباب فانهال علي العالم، وليس ليدي أن تتكلم، والعائد من وجهه.