ذكر وزيـر الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشـاد الشيخ صالح بـن عبدالعزيز آل الشيخ، أن اتحاد الكلمة والاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والصبر وتحمل المشاق في سبيل ذلك إخلاصا لله سبحانه وتعالى تعد من أهم عوامل قوة أهل السنة والجماعة ليواجهوا بها كل ما يحاك ضدهم من فتن ومؤامرات، جاء ذلك خلال محاضرة ضمن فعاليات وندوات الجنادرية الثقافية حيث ألقاها، مساء الخميس بفندق الانتركونتيننتال بالرياض وكانت تحت عنوان «عوامل قوة أهل السنة والجماعة « وقدم المحاضرة وعرف بالمحاضر نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري حيث بدأ بسيرة ذاتية للمحاضر استعرض فيها بعض أعماله وأهم مراحل حياته العلمية والعملية.
وبدأ آل الشيخ بذكر عدد من العوامل والركائز والأسس التي قام عليها منهج أهل السنة والجماعة قياما راسخا، ما جعله المنهج الشامل الأتم بل المنهج المعصوم. واستشهد بعدد من الأدلة الشرعية من الكتاب والتي تحث أهل السنة والجماعة على الأخذ بأسباب القوة واتحاد الكلمة، لمواجهة الأخطار التي تحيط بالأمة، منذ فجر الإسلام إلى يومنا المعاصر. وقال: إن هناك قوة ذاتية للإنسان متمثلة بقوته الجسدية، وقوة متعدية متمثلة في إيمانه ومعتقده، مشيرا بأن من أبرز عوامل قوة أهل السنة والجماعة، الأخلاق وإخلاص العمل لله والعدل والصبر والاقتداء بالنبيين والرسل في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتحمل المشاق في سبيل ذلك إخلاصا لله سبحانه وتعالى وحده.
وأشار الى أن من عوامل قوة أهل السنة والجماعة أيضا كثرة أهل السنة وتنوع ثقافاتهم وتخصصاتهم وبلدانهم ومصادرهم، مما يعد قوة للإسلام إذا أصبح هناك تعاون لوحدة الكلمة والدفاع عن عقيدتهم الصحيحة. مشيرا الى أن استغلال عوامل قوة أهل السنة والجماعة في هذا الوقت التي تعاني فيه الأمة ضعفا، يحتم على علماء الأمة وقادتها الوعي بما يحاك لها من مخططات تسعى إلى إضعافهم وتشتيتهم، بخلق نزعات وفرق تهدد أمن أوطانهم، ومنهجهم السليم وتشتيت كلمتهم.
جانب من الحضور (اليوم)
وذكر معاليه أن الوعي من أهم عوامل قوة الأمة الإسلامية، ويجب أن يكون وعيا فاعلا متزنا معتمدا على قراءة للتاريخ الإسلامي وكيف كانت الأمة قوية في سابق عهدها، مع الأخذ بأسباب القوة المادية مصداقا لقوله تعالى ”وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا استطعتمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ”. وأكد ضرورة إعادة العقل العربي والإسلامي إلى الأخذ باحتياجات المستقبل وما تحتاجه الأمة الإسلامية من عوامل قوة وتأثير.
واختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد محاضرته بالتأكيد على أن من اهم وابرز عوامل قوتهم هي الدولة التي ترعى وتقف خلف منهج اهل السنة والجماعة، وهي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -، سائلا الله أن يديم نعمة الأمن والأمان علينا وأن يحفظ الوطن من شر المتربصين له من أعداء الأمة.
وبعد المحاضرة استقبل المحاضر عددا من المداخلات والأسئلة من الحضور، وقد شهدت المحاضرة حضورا كثيفا للعديد من المسؤولين والعلماء، حيث امتلأت المقاعد بالحضور.