يوم بعد الآخر يبث «دعاة الإحباط» سمومهم تجاه الوطن لكسر مجاديف أحلام شبابه الواعد باختلاق قصص بطولية «مفبركة» لسعوديين نجحوا خارج المملكة «مرجعين ذلك وفقا لأكاذيبهم» للتضييق عليهم وبيئة العمل الطاردة في الداخل.
تلقيت خلال الأيام الستة الماضية ما يزيد على 23 رسالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي جميعها موثقة بالصور والأسماء والتواريخ «المزورة بالطبع»، تسرد نجاحات السعوديين -رجال ونساء- في الخارج بعد إحباطهم الشديد داخل البلاد وعدم منحهم الفرصة.
ومع تزايد تلك الرسائل الموجهة بشكل مباشر لكسر ثقة السعوديين في أنفسهم، واحداث شرخ في جدار التلاحم الوطني، باتت القضية تمس أمن كل مواطن، وأصبحت دعوة متلقي تلك الرسالة إلى حذفها أو عدم تمريرها غير مجدية بالشكل الكافي، وان كان ذلك أضعف الإيمان.
وتطفو على السطح علامات تعجب وأسئلة حائرة تبحث عن اجابة عاجلة حول غياب منصات التواصل الاجتماعي التابعة لسعوديين يشكلون قوة ضاربة في التسويق عن تسليط الضوء على قصص النجاح لعقول الوطن بالداخل قبل الخارج.
أيضا هناك غياب للجامعات السعودية والشركات الوطنية الكبرى «الأكثر دراية» بقدرات أبناء الوطن وإنجازاتهم الكبيرة .. ولماذا يظل الاحتفاء بهم مستترًا خلف الكواليس، وإلى متى لا تعطى دور البطولة وتنال حقها الأدبي؟.
وهنا أذكر ما نلاقيه في الصحيفة -على سبيل المثال- من تباطؤ القائمين على مراكز الأبحاث الوطنية في تزويدنا بالنتاج العلمي للباحثين السعوديين باعتباره سرًا يحظر تداوله، بينما نكتشف من حين لآخر قيام إصدارات علمية أجنبية موثوقة بنشر أبحاث سعودية فاعلة في مجالات التنمية!!.
الوطن بخير.. ولدينا عقول وكفاءات واعدة يحق لنا أن نفخر بها ونتفاخر.. ونتمنى ألا ننساق خلف دعوات «جلد الذات» التي تظهر بين حين وآخر.