لم تكن كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- عقب افتتاحه مساء الأربعاء الماضي مركز الأمن الإلكتروني الذي يعد حصنا من حصون الأمن الوطني.. لم تكن هذه الكلمة إلا تأكيدا وتعبيرا عن التزام حكومة خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- بحماية الوطن وأبنائه وممتلكاته من الغزوات ومن المتطرفين وممن يحاولون التلصص على أمننا الوطني وبث الفتن ومحاولة اغتصاب ممتلكاتنا واقتصادنا، فالأمن الإلكتروني أضحى جانبا مهما وفاعلا ضمن جوانب الأمن الأخرى التي تحمي الوطن.
إن المركز الذي افتتحه سموه سيكون- بمشيئة الله- المرجع التقني فيما يتعلق بالعمليات الإدارية الأمنية ومشاركة المعلومات المتعلقة بالمخاطر والتهديدات الإلكترونية والاستجابة ومعالجة الحوادث الإلكترونية على المستوى الوطني كما أوضح سموه.
لقد أضحى الأمن الإلكتروني مطلبا مهما وضروريا إزاء ما رأيناه وسمعناه وتتعرض له دول كثيرة في العالم وما تعرضت لها المملكة مؤخرا من محاولات اختراق وغزوات الكترونية سببت الأضرار لجهات عديدة.
إن منصة وطنية تقوم بمتابعة المخاطر التي يسببها الفضاء الإلكتروني الى جانب تطوير قدرات وطنية تقنية تتسم بالحداثة الفكرية والمعلوماتية ويديرها فريق وطني قادر على فهم شبكات التواصل والإنترنت ومخاطرها التي تؤثر على الأمن بشتى أنواعه أمر من الأهمية بمكان .
إن بناء هذه المنصة بتشكيلاتها الفنية والبشرية يأتي تأكيدا على حرص الدولة وقيادات هذا البلد الذي نحبه جميعا على سلامة الوطن والمواطنين وحماية ثرواتنا الوطنية الاقتصادية والفكرية بشتى أنواعها وتوجهاتها.
وإنشاء هذا المركز لم يأت من فراغ وهو ليس شكليا ولا مظهريا أو تكميليا وإنما مطلب وطني هام في ظل زيادة وتنامي المتلصصين والمخترقين والجواسيس والمخربين في المحيط الإلكتروني وعلى شبكة الإنترنت التي رغم مخاطرها لا يمكن الاستغناء عنها لأهمية وتنامي التواصل الإلكتروني في شتى المجالات بما فيها الأمن والتجارة والصناعة وغيرها من أمور.
إن الحرص الذي توليه قيادتنا الرشيدة والحكيمة لكل جوانب أمننا يتسم بالحب والولاء لهذا الوطن والالتزام بسلامته وسلامة مواطنيه واقتصاده ويتطلب منا أن نعمل بجد واجتهاد ومسؤولية على مساندة حكومتنا الرشيدة وألا نتكاسل عن الدفاع والتصدي لمن يحاول المس بأمننا الالكتروني وان نبلغ الجهات المعنية بكل ما من شأنه التسبب في الضرر والمخاطر لأبناء أو لكيان وطننا الغالي ونتخذ من ولاة الأمر قدوة ومرشدا من أجل هذا الوطن الكريم.
حفظ الله وطننا وولاة أمرنا لكل ما فيه خير وتقدم وحماية هذا الوطن.