ليس هذا الاتفاق الذي عشقته، وليس هم هؤلاء اللاعبين المقاتلين الذين عهدتهم فرسانًا يصولون ويجولون يقتنصون فرائسهم حتى أصبحوا حديث الركبان.
الاتفاق الذي عشقته كان ينتفض إذا مُس كبرياؤه فتجده لا يهدأ له بال ان سجل فيه هدف، فيتحول إلى خلية نحل تنتج أهدافًا وانتصارات.
أبناء الاتفاق والذين تربوا على ملح البحر وسمعوا قصة كفاحه من آبائهم عرفوا قيمته وتمسكوا بها.
أبناء الاتفاق والذين كان حين يحدثهم مدربهم الزياني عن المجد التليد لفارس الدهناء يبكون بين الشوطين، ويتعاهدون على رد الصاع صاعين.
أبناء الاتفاق هم أبناء الدمام قبل الاحتراف.
قاتل الله الاحتراف الذي فقدت فيه الاتفاق.
أين أبناؤك ينتشلونك مما أنت فيه يا اتفاق؟
أين أبناء النواخذة حقا وليس مجازا ينشرون أشرعتهم ويحددون بوصلتهم ويرسمون أهدافهم؛ ليجنوا بطولات غابت كثيرًا عن صناديق ناديهم.
فلنكن صريحين قليلا، من يلعب في الفريق حاليا ليسوا اتفاقيين، هم اتفاقيون بحكم عملهم فقط، ولكنهم لم يذرفوا الدموع من أجل فارس الدهناء، ولم يسمعوا حكاياته من آبائهم، ولم يكلفوا انفسهم يوما أن يذهبوا للملعب قبل المباراة بأربع ساعات حبًا وعشقًا.
الاتفاق لن يعود إلا بأبنائه، فتشوا عن الاتفاقي الحقيقي وسجلوه في الفئات السنية، ودعوا عنكم من يتخذكم محطة عبور لأندية قارونية تدفع ولا يهمها ما تدفع.
وفي النهاية أقول: ليست الثكلى كالمستأجرة.