جرح غائر شكله النمر في الجسد الأزرق ذهابا وإيابا في الموسم الماضي، وأتبعه هذا الموسم بموسم آخر في العاصمة الرياض ليزيد التمزق ويعمق الجرح.
كبرياء الزعيم كان على المحك في أمسية المنعطف الهام لدوري جميل، فقد كان يلعب بلونه أمام ألوان عديدة ليست بالضرورة ذات حضور في الملعب والمدرج، لكنها قلوب كانت تهتف للنمر يواجهها موج أزرق هادر في أماكن مختلفة كان عنوانها مدرج الجوهرة.
الموج اعتلى في المدرج بصوت ولون أزرقين، وكان ينتظر ترجمة في الملعب بعد مقدمات عشوائية من إدواردو، لكنها كانت عنوان البداية الزرقاء لحصد النقاط الثلاث ومغازلة لقب الدوري.
في الهلال إذا شاهدت (روقان) فاعلم أن المثلثات والمربعات بأشكالها الهندسية البديعة ستكون حاضرة في متعة كروية أشبه بموسيقى بتهوفن داخل المستطيل الأخضر.
وكعادة مواجهات الكلاسيكو في الآونة الأخيرة يلعب الهلال ويسجل الاتحاد، هكذا فعلها عكايشي وحول المدرج لانتفاضة اتحادية، لكن الصوت الهلالي لم يختنق وواصل العزف بصوت خافت.
دياز لعب بتشكيل لا يرغبه الهلاليون، وسييرا بلاعبيه ولعوا الملعب، وهدف قضية يغير مجرى المباراة، لكن روح الاتحاد قيمة فنية عالية لا يجيدها إلا النمور، أضاعها عكايشي وقبله المولد، وبقيت روح الاتحاد العنوان الأبرز حتى جاء الفرح الأزرق من محبوب الجماهير الزرقاء الذي يملك روح لاعبي الهلال عمر خريبين، فالروح لا تواجه إلا بالروح، وهكذا أنهى خريبين رواية الكلاسيكو.
الاتحاد استسلم لسيناريو النهاية المحبط، وفقد لاعبوه أعصابهم حتى استقبل فريقهم الهدف الثالث الذي قضى على الأخضر واليابس، فكانت الكلمة الفصل للهلاليين الذين باتوا على بعد خطوات من إنهاء قطيعة امتدت بينهم وبين لقب الدوري لخمس سنوات.