دأبت المملكة على إعلانها المستمر لمكافحة ظاهرة الإرهاب في أي مكان بما في ذلك الأراضي السورية، ويهم المملكة المحافظة على استقرار وأمن وسيادة الأراضي السورية، وهو أمر لن يتم إلا بالقضاء على الإرهاب في هذا القطر العربي الشقيق، ولاشك أن تنظيم «داعش» يمثل خطرًا محدقًا بالسوريين، وقد رأى هذا التنظيم فيما يدور في الساحة السورية من فوضى واضطراب مرتعًا خصبًا لتواجده.
لقد وقعت مدينة منبج شمال حلب تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، ويهم المملكة دعم كافة الجهود لاستعادة تلك المدينة من براثن الإرهابيين المتمثلين في هذا التنظيم الذي يحاول مع النظام الأسدي الاجهازعلى مقدرات الشعب السوري ومقدرات أبنائه، وهو تنظيم رفض السوريون تواجده على أراضيهم لما يمثله من خطر محدق بحرياتهم واستقلال بلادهم ووحدة أراضيها.
وقف تمدد تنظيم «داعش» إلى أراضٍ سورية أخرى غير منبج، والعمل على تخليص المدينة المنكوبة من هذا التنظيم، هو أمر تنادي المملكة به وتسعى إليه وتؤيد كل العمليات العسكرية التي تشن ضد هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الارهابية في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة الأراضي السورية والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية، فالقضاء على هذا التنظيم مسؤولية دولية تشترك المملكة في تأييدها والاضطلاع بها.
طرد تنظيم «داعش» من الأراضي السورية عمل يحظى بتأييد دولي مطلق، وقد أيدت المملكة مختلف العمليات الرامية إلى التخلص من هذا التنظيم الارهابي سواء داخل الأراضي السورية أو خارجها، ولاشك أن هذا التنظيم سوف يصعد من تعقيد مجريات الأحداث في سوريا، ويطيل أمد الحرب الدائرة على هذه الأرض العربية بين فصائل المقاومة والنظام السوري، كما أن تواجد التنظيم يشكل خطرًا على أي عملية سلمية لانهاء الأزمة السورية.
وازاء ذلك فان المملكة حفاظا على استقلال سوريا ووحدتها الوطنية وسيادتها تنادي دائما بعدم التدخل في شأن هذا البلد من أي جهة، فالتدخل الايراني وحزب الله الارهابي اللبناني وتنظيم داعش هي تدخلات مرفوضة بكل تفاصيلها وجزئياتها، فهي تمثل سببًا من أهم الأسباب لاطالة أمد الحرب ومعاناة السوريين، وتقف هذه التدخلات السافرة سدًا يحول دون التوصل إلى حلول سلمية عقلانية للأزمة.
المملكة يهمها طرد تنظيم «داعش» من سوريا والحيلولة دون التدخل الايراني وحزب الله في الشأن السوري؛ ضمانا لوقف تدهور الأزمة القائمة، وحتى يمكن التمهيد للوصول إلى حل سلمي ينهي الصراع الدائر بين فصائل المقاومة والنظام السوري، فتلك التدخلات من شأنها اطالة أمد الحرب وتعطيل الجهود المبذولة تحت رعاية دولية للتوصل إلى حلول جذرية للأزمة السورية.