في عالم المستديرة، وساحرة الجميع كرة القدم، يلعب الفكر التدريبي والتكتيكي لمدرب الفريق دورا كبيرا جدا في مسيرته بمختلف المنافسات، فهناك مَنْ يحتاج إلى لاعبين بخصائص معينة لتطبيق فكره التدريبي المحدود، ومنهم مَنْ يبدع في خلق الفكر التدريبي الذي يتناسب مع امكانيات وخصائص لاعبيه، كي يستخلص منهم الأفضل.
وهذا المساء، حينما يلتقي القادسية بالفتح في انطلاق منافسات الجولة الـ (22) من دوري جميل الممتاز، فإن مواجهة فنية من الطراز الرفيع، ستجمع بين الداهية البرازيلية هيليو أنجوس، والعبقري التونسي فتحي الجبال.
يتميز المدربان القديران بقدرتيهما على التعامل مع مختلف الظروف، خصوصا الصعبة منها، وبخلقهما للفكر التدريبي، الذي يتناسب مع الامكانات المتواجدة لدى لاعبي فريقهما، حيث يجمعان بين الفكر التكتيكي العالي، والإجادة في التعامل مع الجوانب النفسية، لاستخلاص أكبر قدر يمكن من الابداعات المدفونة لدى لاعبي الفريق.
المدربان مرا بنفس التجربة في الموسم الحالي، حيث توليا إدارة الكفة الفنية لفريقيهما عقب عدة جولات منذ بداية دوري جميل الممتاز، فالبرازيلي أنجوس، أشرف على القادسية منذ الجولة التاسعة، عقب استقالته من تدريب نادي الفيصلي، ليغير كثيرا من شكل الفريق، الذي صعد من مراكز المؤخرة في سلم الترتيب العام، إلى المركز الثامن، عقب نجاحه في تحقيق (5) انتصارات و(5) تعادلات، في مقابل (3) خسائر، خلال ثلاث عشرة مباراة قاد فيها القادسية بالدوري الممتاز.
أما التونسي فتحي الجبال، فقد قدم بشكل مبكر، عقب النتائج والمستويات المتدنية التي قدمها الفتح في الجولات الأربع الأولى، ليتولى المهمة منذ الجولة الخامسة، ويتمكن من التقدم بالفريق وبشكل ملحوظ على المستوى، لكن النتائج لم تخدمه في الكثير من المباريات التي كان صاحب الأفضلية فيها، ليكتفي بتحقيق (3) انتصارات و(6) تعادلات، متعرضا لـ (8) خسائر خلال الجولات الـ (17)، التي قاد فيها الفتح خلال الموسم الحالي.