DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نورة لم تنتظر الحظ

نورة لم تنتظر الحظ

نورة لم تنتظر الحظ
هناك نماذج كثيرة للعطاء والعمل والإنتاج، لكن لا نراها أو نسمع بها ولا نلقي لها بالا، رغم أنها تقدم لنا دروسا مجانية في الكفاح والأمل واستكشاف الذات وتفجير الطاقات، ولأن كثيرين ينتظرون الفرص فإنها تصبح مثل شعاع ضوء في حياتهم إذا أحسنوا التوقف عندها من أجل أخذ العبرة وعبور محطات اليأس والإحباط التي يبقى فيها كثيرون مستسلمين لواقعهم دون التفكير في تغيير المسار والاتجاه واكتشاف قدرات أخرى. من تلك النماذج تبدو مسيرة المواطنة نورة العبدالرحمن من التميز بما يجعلنا نتوقف عندها؛ لأنها تستحق أن نتمعن في تفاصيلها ونهاياتها، فهي كانت متفوقة حد التميز وأحرزت معدلات عالية تؤهلها لدراسة طموحها بدخول كلية الطب، ولكن لأسباب إجرائية لم يحدث ذلك، فكان أن توجهت الى كليات طبية غير أن حظها لم يسعفها أيضا ولذات الأسباب الإجرائية فاتجهت الى دراسة الصيدلة على النفقة الخاصة، ولكن مع ارتفاع تكلفة الدراسة لم يستطع والدها ذلك فتوقفت واتجهت لدراسة التصميم الداخلي بعيدا جدا عن طموحاتها العلمية. أكملت نورة دراستها وتخرجت بتفوق وهنا اكتشفت أن لديها مهارات وقدرات كامنة في التصميم، فبرعت فيها وأطلقتها بكل جمالياتها وبدأت مع ضيق ذات اليد في مستهل مسيرتها بالعمل من المنزل الى أن قدمت نفسها بصورة تسويقية منافسة من خلال قدراتها ورؤيتها الفنية والجمالية، فأسست مؤسستها التي كبرت مع الوقت وتوسع نشاطها وأصبحت تمارس النشاط في صورته الاقتصادية الكاملة، لتصبح في فترة وجيزة أحد أكبر بيوت التصميم التي تتعامل مع أكبر الشركات والمشروعات الكبيرة. اليوم مؤسستها إن لم تكن الأكبر فهي من ضمن أكبر مؤسسات التصميم الداخلي، وتمارس أعمالا بعقود ضخمة، ولو، وأقول لو، أنها استسلمت وتوقفت عند فرصة الكليات الطبية لربما لم تستطع فعل شيء واكتفت بشهادة الثانوية وعملت أي عمل مضطرة لكسب عيشها، ولكن الإرادة والطموح يصنعان المستحيل، فهي بذلك فعلت الكثير الذي يمكن أن يفعله كل صاحب إرادة وعزيمة قوية لا تلين أو تتوقف عند محطات البدايات بلا أمل أو رؤية إلى المستقبل. ليست الشهادة أو الوظيفة هي الغاية النهائية، وإنما ما ينبغي أن نسعى إليه ونحن نستكشف الذات ونفجر طاقاتها ونبعث الأمل في أنفسنا، حين يتوافر ذلك ونمضي في الحياة بجد واجتهاد لا بد أن نحصل على مبتغانا بتوفيق الله، فالسعي مطلوب ولا ينبغي أن نستسلم أو ننتظر الفرص، وذلك ما تنتهي إليه تجربة نورة التي تفوق كثيرين لا يزالون ينتظرون وظيفة أو فرصة باستسلام وتجاهل لتغيير المسار.