لا تزال ضاحية الملك فهد الواقعة على مساحة 10 ملايين متر مربع جنوب الجبيل تفتقر لأبسط مقومات الحياة والخدمات الأساسية، وهو ما يحول بين انتقال الأهالي إلى السكن بمنازلهم التي بنوها وأنفقوا عليها مبالغ طائلة.
مرافق وخدمات
واتفق عدد من أهالي الضاحية لـ«اليوم» على أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للبناء بعد صدور التصريحات اللازمة، هربا من دفع الإيجارات المرتفعة، وتساءلوا عن دور أعضاء المجلس البلدي الذين انتخبوهم في المتابعة والوقوف على احتياجات الضاحية، وطالبوا بتوفير الخدمات من كهرباء ومياه وبنية تحتية وإنشاء مساجد ومدارس وخدمات صحية وحدائق، وأرجعوا سبب هجرة أصحاب المنازل من الحي للدمام إلى نقص الخدمات.
دورية أمنية
وقال المواطن محمد سالم القحطاني: استبشرنا خيرا بالسماح لنا بالبناء في الضاحية قبل 3 أعوام وبعد الانتهاء من تشييد المنازل وتجهيزها للسكن انتظرنا إيصال الخدمات وخاصة الكهرباء للانتقال إليها والتخلص من عبء الإيجارات، ولكن طال انتظارنا، ونتمنى من المسؤولين النظر لهذا الموضوع بعين العطف وسرعة ايصال الخدمات وتوفير دورية أمنية بعد أن شهدت الضاحية وقوع عدد من السرقات خاصة كيابل الكهرباء، وأشار الى ان البنك العقاري بدأ في حسم الأقساط قبل السكن الفعلي.
منازل جاهزة للسكن ولكن بلا خدمات (تصوير: حمود الشمري)
## سداد الإيجار
وأوضح محمد الهاجري «متقاعد» أنه أنجز 90% من منزله منذ سنتين ونصف وينتظر وصول الخدمات فيما يسكن بالإيجار في الجبيل البلد واضطر لسداد قيمة ايجار سنة مقبلة، وتبددت فرحة الأسرة بالانتقال الى المنزل الجديد الذي طالما حلموا به، وقال: لقد ازداد الأمر سوءا بالتصريح لمزرعة دواجن داخل الحي، وهو ما ادى لانبعاث الروائح الصادرة منها ومضايقة السكان. ##منازل جاهزة
وقال علي القحطاني: إن معاناة الأهالى من عدم ردم وتسوية شوارع الضاحية بدأت منذ عام 1428 الماضي وعند مراجعة الكهرباء والمياه يؤكدون عدم إمكانية العمل، إلا بعد انتهاء البلدية من عملها وتحديد الشوارع وما زلنا ننتظر الحل، مضيفا: إن محولات الكهرباء جاهزة وتم تركيبها، بينما تنتظر تسوية الشوارع وبيان معالمها، مشيرا الى ان عدد المنازل الجاهزة يفوق 220 منزلا تترقب الخدمات، واضاف: إن الضاحية من الأحياء الجديدة، وكنا نعتقد انه سيشهد اهتماماً من قبل بلدية الجبيل والجهات الأخرى وهو ما شجعنا على شراء اراض مرتفعة الثمن لبناء سكن شخصي وتأمين مستقبل الأسرة ولكن فوجئنا للأسف بعدم وجود أي خدمة أساسية سواء طرقا وكهرباء أو صرفا صحيا وهو ما يتطلب سرعة إعادة النظر في الجانب التخطيطي قبل النمو السكاني والتوسع العمراني المطرد والذي سيزيد صعوبة تلك الخدمات مستقبلا، وطالب أمين المنطقة الشرقية بزيارة ميدانية للضاحية للاطلاع على معاناة الأهالي.
##انتشار الحفر
وذكر سالم الشمراني أنه تقاعد من عمله قبل عامين ووضع تحويشة العمر ومكافأة نهاية الخدمة في الأرض وتكلفة البناء متطلعا لليوم الذي يسكن في منزله الخاص، ولكن لم يتحقق ذلك الحلم بسبب حاجة الضاحية الى مشاريع سفلتة وإنارة وغيرها من الخدمات إضافة لانتشار الحفر منذ فترة طويلة وتعطل المشاريع.
##تكلفة إضافية
وقال ابراهيم الزهراني: تقاعدت مبكرا من أجل أخذ حقوقي وبناء منزل لأسرتي وللأسف صدمت بعدم توفر أي خدمات وتحطمت معنوياتي، وعلى مدى عامين نراجع الجهات المسئولة ولم نصل إلى نتيجة، بينما المقاولون يعملون يوما ويتوقفون ثلاثة أيام، مضيفا: إن منسوب بعض الشوارع منخفض وأخرى مرتفعة مما كلفنا 50 ألف ريال اضافية للدفن، مشيرا الى صدور تراخيص البناء من قسم الاراضي، فيما يفترض صدورها من القسم الفني، وارجع نقص الخدمات بحي ضاحية الملك فهد الى غياب التنسيق بين الجهات الخدمية.
ضوئية لما نشرته «اليوم» عن عرقلة مشروعات الجبيل
##تخطيط الشوارع
واشار احمد قاسم «متقاعد» الى انه انجز 80% من البناء وينتظر وصول الخدمات استعدادا للنقل والسكن في منزل العمر ولكنه اصطدم بتعطل كثير من المشاريع خاصة الدفن والتسوية والأرصفة وعدم توفر أي مسجد أو مدرسة أو خدمات صحية.
ومن جانبه قال سالم الصيعري: سلمونا تصاريح البناء دون تسوية الأراضي واضطررنا للبناء على امل توصيل الخدمات والآن لدي حسومات أقساط صندوق التنمية العقاري علاوة على دفع ايجار المنزل، فيما أوضح بدر فدي أنه حصل على قرض من الشركة التي يعمل بها بشرط تسليم السكن خلال عامين، ومرت تلك الفترة ولم ينجز اي بناء، واصبح مهددا بتسليم البيت اضافة لبدء حسم الأقساط، وما زال ينتظر الخدمات وتخطيط الشوارع وخاصة الداخلية لمعرفة ارتفاع الدفن لتسوية الارض.
##إعادة تخطيط
وقال حسن الغامدي: إن اهتمام بلدية الجبيل بحي ضاحية الملك فهد «ضعيف جدا» من الناحيتين المعمارية والتخطيطية وهناك حاجة ماسة لإعادة تخطيط الشوارع وردم المنخفضة وتحديد الأرصفة والمخارج حتى تكون الضاحية من الأحياء النموذجية، ومن جانبه شدد م. محمد الأحمدي صاحب أحد المكاتب الاستشارية الهندسية، على أهمية التخطيط السليم للضاحية منذ البداية وقبل البدء في البناء تلافيا لازدواجية تنفيذ الأعمال بين الجهات المختلفة التي تقدم الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء وأيضاء دفن وتسوية الشوارع الداخلية والعامة وتلافي الأخطاء السابقة بالأحياء القديمة ما ينعكس على البنية التحتية.
---------
##أمانة الشرقية: إدراج باقي الشوارع بالسنة المالية المقبلة
قال مدير عام العلاقات العامة والاعلام والمتحدث الاعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان: إنه يجري تنفيذ شوارع رئيسية وداخلية بمخطط ضاحية الملك فهد بالجبيل، فيما تم إدراج باقي الشوارع ضمن مشاريع السنة المالية القادمة لتنفيذها حسب الامكانيات المتاحة.
وأشار إلى أن هناك متابعة لكافة المشاريع الخدمية؛ كون البلدية بمثابة المنسق الرئيسي بين تلك الجهات، مؤكدا وجود دراسة لفتح مكتب للبلدية في الضاحية لمتابعة الأعمال وخدمة المخطط بالكامل بعد الانتهاء من اكتمال جميع المشاريع.
وفيما يتعلق بتخصيص مواقع للخدمات مثل مدارس ومراكز صحية وغيرها، أشار إلى أن مخطط ضاحية الملك فهد السكني يعتبر من أكبر المخططات السكنية في المحافظة بمساحة إجمالية تبلغ عشرة ملايين متر مربع ويضم «5624» قطعة أرض ويشتمل على عدد من المرافق والخدمات ومنها 27 مدرسة و45 مسجدا و45 حديقة و37 سوقا محليا ومركزيا و185 موقفا للسيارات ومسطح أخضر بجانب متنزه عام ومستشفى ومصلى للعيد ومجمع للدوائر الحكومية ومحطات للمحروقات وطريق دائري بطول 22 كيلومترا.
-----------
##«المياه»: ترسية شبكات الحيين الثالث والرابع
أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي لخدمات المياه بالمنطقة الشرقية فهد العنزي انه تم طرح وترسية مشروع شبكات المياه لضاحية الملك فهد بمحافظة الجبيل تشمل الحيين الثالث والرابع بقيمة «3.791.830» ريالا وتقوم خدمات المياه بإنهاء إجراءات العقد تمهيدا لتسليم المقاول الموقع والبدء في العمل، كما تعمل الإدارة العامة للخدمات بالمنطقة الشرقية على التجهيز لمشروع آخر لاستكمال شبكات المياه للحيين الأول والثاني عن طريق طرحه في مناقصة عامة حال توافر الاعتمادات المالية اللازمة.
--------
##المجلس البلدي: فرع «بلدية» لخدمة 28 ألف وحدة سكنية
أكد رئيس المجلس البلدي فهد المسحل، ان المجلس ليس غائبا عن خدمات ضاحية الملك فهد ومعاناة المواطن ويستعرض في اجتماعاته مراحل تنمية المخطط بالكامل من ردم وتسوية الأراضي المنخفضة وتتضمن أعمال المشروع الدفن والتسويات وتربة الأساس تمهيدا لاستكمال البنية التحتية من الدوائر الحكومية ذات العلاقة من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي وهاتف.
وقال: ان الضاحية الواقعة جنوبي الجبيل ستنتج 28 ألف وحدة سكنية مما يستدعي افتتاح فرع لبلدية الجبيل بالضاحية لتيسير إيصال الخدمات لها، وأشار الى ان المشاريع الحالية المقامة بالضاحية تتضمن تنفيذ الشوارع الرئيسيّة ونتطلع لاستكمال الخدمات بالتنسيق بين كافة الجهات ذات العلاقة بالمحافظة.
-