أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن الحوادث المرورية «معضلةٌ عالمية» ذاتُ آثارٍ أليمةٍ، على مستوى الفردِ، والمجتمع، والاقتصاد كذلك، حيث عانت المملكة ودول الخليج من ارتفاع نسب الحوادث المرورية، وتَكبدت جراء ذلك خسائر بشرية واقتصادية عظيمة وذاتُ أثرٍ بالغ، مضيفا أن الإحصاءات تُشير إلى أن نسبة الوفيات نتيجة حوادث السيارات في دول الخليج العربية تبلغ 24 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، فيما بلغت أعداد الوفيات أكثر من 12 ألف حالة وفاة خلال عام 2016م، وتجاوزت الإصابات 65 ألف إصابة في العام نفسه، وهذه الأرقام تجعلنا نُعيد النظر ونَحثُ الخطى ونُكثفُ الجهود لوقف هذا النزيف، ولإيجاد حلٍ لهذه المعضلة التي حصدت من أراوح المجتمع، ومن اقتصاد الدول الكثير.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس ندوة «هندسة وسلامة النقل والمرور» بالخبر التي تنظمها جمعية هندسة الطرق والنقل الخليجية، بعد أن تجول على المعرض المصاحب الذي ضم العديد من الجهات المشاركة ذات العلاقة.
وأكد سموه على أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب الإقليمية والعالمية في مجال هندسة النقل والطرق، لتجويدها وتطويرها، ليصبح لدينا بمشيئة الله رصيدٌ تراكمي من الخبرات والتجارب، يساهم في صناعة حلولٍ هندسية إبداعية تختصر الوقت والجهد على العَامِلِين في هذا المجال، ويُسهم في وضع خطة استراتيجية موحدة للسلامة المرورية في الطرق، ويحقق انخفاضا كميا ملموس في الخسائر البشرية والاقتصادية لحوادث المرور.
وبين سموه أن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي شهدت بفضل الله زيادةً في أعداد السكان، ونهضة عمرانية، تواكبت معها مشروعات تنموية متعددة، كان هدفها الأساس الارتقاء بمواطني هذه الدول، وتوفير الحياة الكريمة لهم، وكانت إحدى نتائج هذا النمو حركة مرورية ضخمة، تطلبت ابتكاراً لحلولٍ هندسيةٍ في مجال هندسة النقل والطرق، وإيجاد شبكات طرق تتواكب مع هذا النمو المطرد في النهضتين العمرانية والبشرية للحد من المشكلات المرورية، وتقليص آثارها. وأكد سموه أن الآمال معقودةٌ على المشاركين في هذه الندوة للخروج بحلول عملية من شأنها رفع مستويات السلامة والأمان لوسائل النقل وأنظمة الطرق على مستوى دول المجلس، حيث إن هناك 4 محاورٍ أساسية، تُسهم بشكلٍ فاعلٍ في الحد من هذا النزيف متمثلة في الضبط والتعليم والتوعية والاستجابة للطوارئ وهندسة السلامة المرورية، مبينا أن المحور الأخير الذي يتم بحث أبعاده اليوم، لابد أن يُراعى فيه تطوير الإمكانيات وتحسين الجوانب الهندسية المرورية في الطرق، وتحليل البيانات والمعلومات والرسومات، واستخدام تقنيات المحاكاة، والاستفادة من مؤشرات الكثافة المرورية، وبتكامل الجهود في المحاور الأربعة، نَصِلُ بمشيئة الله إلى تحقيق المأمول بخفض الحوادث المرورية وما ينتج عنها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية.
.. ويتسلم هدية تذكارية من م. فهد الجبير
وفي الختام وجه سموه الشكر لأمين المنطقة الشرقية رئيس اللجنة المنظمة للندوة م. فهد الجبير، وكافة اللجان المنظمة على ما بذلوه من جهود في الإعداد والتنظيم لهذه الندوة، كما شكر جمعية هندسة الطرق والنقل الخليجية على حضورهم ومشاركتهم في هذه الندوة، وجهودهم الدائمة في تطوير هندسة الطرق والنقل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لشركة أرامكو الشركة الرائدة للمبادرات لدعمها الكبير للوصول للأهداف المجتمعية المنشودة.
وأعرب أمين المنطقة الشرقية م. فهد الجبير عن شكره وتقديره لأمير المنطقة الشرقية على رعايته ودعمه لندوة «هندسة وسلامة النقل والمرور» التي تأتي انطلاقا من حرص قادتنا على منظومة العمل الخليجي المشترك في جميع القطاعات ومنها قطاع الطرق، والذي يهدف لتبادل الخبرات والتجارب بين الجهات ذات العلاقة والعاملين في هذا القطاع في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد م. الجبير أن الطرق من أهم الموارد الاقتصادية ومحفزات التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تمثل استثمارا حقيقيا على المدى الطويل، وتتطلب مزيداً من العناية والاهتمام بجودة تنفيذها لتحقيق أداء وظيفي عال، حيث تنفق دول مجلس التعاون الخليجي سنوياً استثمارات مالية ضخمة في مجال إنشاءات الطرق وصيانتها بالمليارات، مما يتطلب بذل المزيد من العناية والاهتمام والعمل على وضع أسس ومعايير مزاولة مهنة هندسة الطرق وتطوير المواصفات الفنية وتطبيق معايير ووسائل السلامة المرورية.