ينتشر في بداية كل موسم رمضاني العديد من المتطوعين الذين يجوبون الشوارع، فتراهم يقفون بوجباتهم عند إشارات المرور منتظرين لحظة الأذان حتى يقوموا بتوزيع وجبات الإفطار على المارة ممن لم يدركوا الأذان وهم في منازلهم، وعن كيفية عمل هؤلاء المتطوعين ولمعرفة متى يبدأون وكيف يجمعون الوجبات وما خطة انتشارهم في توزيعها التقينا بالبعض منهم فإلى هناك..
في البداية يقول المتطوع محمد شراحيلي: أبدأ عملي في تفطير الصائمين بالخروج من المنزل الساعة الرابعة عصرا وأتوجه إلى المقر الرئيسي لفريق سواعد التطوعي وأستلم المهام الخاصة بي، فمثلا دوري اليوم هو القيام بتغليف وجبات الافطار في المقر فأقوم بتجهيز الوجبات ووضع العصيرات والماء والتمر وبعض المخبوزات وتغليفها ووضعها في الكراتين المخصصة بها، ومن ثم أقوم مع رفاقي بوضعها في السيارات المخصصة لنقلها عند الإشارات استعدادا لتوزيعها من قبل اعضاء الفريق الباقين. ويقول شراحيلي: استفدت من هذا العمل كسب الأجر والمثوبة من الله في تفطير الصائمين ورسم البسمة على وجوههم قبيل أذان المغرب.
أما المتطوع إبراهيم الزنان فيقول: بدأت أعمل مع فريق سواعد التطوعي منذ سنة، وعندما طلب مني أن أكون في فريق التفطير بادرت بالتسجيل والانضمام وحبي للأعمال التطوعية هو ما دفعني إلى الالتحاق بالفريق، وعن العمل المناط به يقول ابراهيم: أقوم بتفطير الصائمين عند الإشارات، حيث نجمع أنا وزملائي كراتين الوجبات عند الإشارة قبل الأذان بعشر دقائق تقريبا ونقوم بفتح الكراتين، ومع الأذان نوزع الوجبات على المارة وسالكي الطريق، وأستطيع القول إنني أوزع مع زملائي قرابة 300 وجبة عند الإشارة الواحدة، ولا شك أن مشاعر الحب والتعاون والتراحم تظهر من خلال هذا العمل، وعن أجمل شيء يجده في توزيع الوجبات يقول: دعوات كبار السن والناس على وجه العموم بأن يوفقنا الله وأن يكتب لنا أجر الصائمين هي ما تخفف علينا التعب والارهاق طيلة اليوم.
أما خالد حكمي فيقول: من خلال عملي في تفطير الصائمين فإنني أستطيع القول إن هذا العمل التطوعي خلق بين زملائي المحبة والتعاون والتكاتف كما أن نظرة الناس لنا توحي بأننا محل تقديرهم واحترامهم، وعن الوجبات التي يوزعها حكمي يقول: في هذا اليوم قمت بتوزيع خمسين وجبة، وهذا العمل نقوم به قربة إلى الله تعالى بتفطير الصائمين.
وشاركه الرأي المتطوع إبراهيم محزري قائلا: هذا العمل جعلنا نتعرف على الكثير من الصفات لدى الناس منها حب الخير والتراحم حيث يبادلنا الكثير من المستفيدين العبارات الطيبة من دعاء وشكر وثناء.
من جهته قال مدير فريق سواعد التطوعي يوسف الغامدي إن الفريق يضم 39 متطوعا، وفريق سواعد وبإشراف مباشر من المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام وبتوجيهات أ.د. عبدالواحد المزروع المدير العام للمكتب يهدف لتنمية روح التطوع لدى الشباب في مجالات عدة ومنها التفطير الجوال وهو احد المشاريع الموسمية التي يقدمها الفريق، وهذه السنة هي السنة الثالثة على التوالي التي ينطلق منها الفريق في توزيع وجبات الافطار عبر المتطوعين عند الإشارات المرورية، حيث يتم توزيع 700 وجبة يوميا في إشارة واحدة من خلال ثلاثين متطوعا، وتمر مرحلة التوزيع بتغليف الوجبات وترتيبها ثم توزيعها للصائمين، ويدير هذا المشروع محمد القرني مستشار الفريق ومسؤول المتطوعين فيه، ويضيف الغامدي: هدفنا أن نصل بحول الله الى 15 ألف وجبة في إشارة واحدة في قادم الأيام.