البيان الذي أصدره أهالي العوامية مؤخراً ووقع عليه حوالي أربعمائة شخصية من أبنائها بينهم المشايخ والوجهاء والأكاديميون ورجال الأعمال والإعلاميون والقيادات الاجتماعية بما في ذلك المواطنات، والذين طالبوا من خلاله «ممن يحملون السلاح بالكف عن استخدامه في وجه رجال الأمن وتعطيل إزالة حي المسورة.. وأضافوا ضرورة الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة وأن الدولة هي المعنية بالحفاظ على أرواح المواطنين وصيانة ممتلكاتهم ورعاية مصالحهم».. هذا البيان يأتي في الوقت الذي تحاول فيه بعض الجهات تصوير هذه البلدة من بلدات الوطن طيراً يغرد خارج سرب الوطن وبلغة أخرى غير لغة أهلها، وهو يؤكد مرة أخرى ما أكدته الجهات الأمنية والرسمية أن الخارجين على القانون والموالين لغير وطنهم هم فئة قليلة جداً لا يمثلون إلا أنفسهم والجهات التي تسيرهم وتضللهم عن الطريق السوي حتى وإن بدا في بعض الأحيان أنهم أكثر من ذلك بسبب علو صوت سلاح الغدر الذي رفعوه على إخوانهم من أهالي العوامية مثلما رفعوه في وجه رجال الأمن بسبب موقف الأغلبية الصامتة من أهالي المنطقة الذي يعبر هذا البيان عن موقفهم وانتمائهم لوطنهم ووعيهم للدور المشبوه الذي تقوم به هذه الفئة الضالة.. لقد كان أبناء المنطقة دائمًا باختلاف مذاهبهم إخوة متحابين وجيرانًا مسالمين يتعاونون في السراء والضرّاء وسيبقون كذلك رغم كل محاولات التحريض والإخلال بالأمن وترويع الآمنين، وستظل العوامية وسائر البلدات وقرى المنطقة جزءاً من هذا الوطن الغالي الذي يحتضن أبناءه جميعًا ويحرص عليهم حرص الأم الرءوم والأب الحاني الذي يتجلى فيما يوليه ولاة الأمر للمواطنين جميعًا من مساواة بينهم في الحقوق والواجبات فمؤسسات التعليم وبرامج الابتعاث هي لأبناء الوطن جميعًا، وفرص التوظيف والعمل كذلك ومثلها الخدمات الصحية والبلدية والبنى التحتية التي تشهد المنطقة العديد من مشاريعها حتى غدت شواطئها وشوارعها وأحياؤها من أجمل معالم المنطقة وأبهاها.. وما مشروع إعمار حي المسورة واستبدال البيوت المتهالكة فيه والأزقة بالساحات والحدائق ومباني الخدمات العامة والصالات والأسواق وأماكن الترفيه لتكون مظهراً حضاريًا مميزاً يتيح الخدمات الترفيهية والتسويقية والثقافية لأبناء المنطقة، إلا ليؤكد أن الذين يحاولون أن يعيقوا تنفيذ المشروع لغايات في أنفسهم هم ليسوا ممن يريد الخير للعوامية وأهلها الطيبين.. لقد أوهم صمت المواطنين هؤلاء بغير الواقع الذي أكده بيان أهل العوامية.. فهل يصحو هؤلاء من أوهامهم ويفيقون من غفلتهم؟؟.