عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس»، متفق عليه.
إضاءات الحديث:
آداب راقية تبني مجتمعًا متحابًا متعاطفًا متماسكًا.
أن ينوي الإنسان بها امتثال أمر النبي، فإن النبي أمر بها، وأن ينوي الإحسان إلى أخيه بعيادته فإن المريض إذا عاده أخوه وجد في ذلك راحة عظيمة وانشراح صدر، وأن يستغل الفرصة في توجيه المريض إلى ما ينفعه فيأمره بالتوبة والاستغفار والخروج من حقوق الناس، وأنه ربما يكون على المريض إشكالات في طهارته أو صلاته أو ما أشبه ذلك فإذا كان العائد طالب علم انتفع به المريض لأنه لا بد أن يخبره عما ينبغي أن يقوم به من طهارة وصلاة أو يسأله المريض، وأن ينظر الإنسان للمصلحة في إطالة البقاء عند المريض أو عدمها وهذا القول هو القول الصحيح وذهب بعض العلماء إلى أنه ينبغي تخفيف العيادة وألا يثقل على المريض لكن الصحيح أن الإنسان ينظر للمصلحة إذا رأى أن المريض مستأنس منبسط منشرح الصدر وأنه يحب بقاءه فليتأن لما في ذلك من إدخال السرور عليه وإن رأى أن المريض يرغب أن يقوم الناس عنه حتى يأتيه أهله ويصلحوا حاله فإنه يقوم ولا يتأخر، وأن يتذكر الإنسان نعمة الله عليه بالعافية فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه إلا إذا رأى من ابتلي بفقدها كما قيل وبضدها تتميز الأشياء فتحمد الله سبحانه وتعالى على العافية وتسأله أن يديم عليك النعمة، ومنها ما يرجى من دعاء المريض للعائد ودعاء المريض حري بالإجابة لأن الله سبحانه وتعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله والمريض من أشد الناس ضعفا في النفس.