اخترقت قوات سوريا الديموقراطية سور المدينة القديمة في الرقة بعد غارات للتحالف الدولي أدت إلى فتح ثغرتين فيه، ما يعد تقدما نوعيا للفصائل الكردية والعربية في هجومها على معقل تنظيم داعش في سوريا.
ويأتي ذلك تزامنا مع بدء جولة خامسة من المحادثات حول سوريا في استانا تحت اشراف روسيا وايران وتركيا لدراسة إمكانية إقامة «مناطق خفض تصعيد» في هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا.
ومن المفترض أن تتطرق الجولة الحالية بالعاصمة الكازخية -التي تتغيب عنها فصائل المعارضة الممثلة للجبهة الجنوبية- إلى تثبيت وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد الأربع، إضافة إلى ملفات مكافحة الإرهاب والمصالحة وإعادة الإعمار.
وعلى مدار يومين تنعقد أعمال الجولة الخامسة من محادثات أستانا بعد أن سبقتها بيوم اجتماعات تمهيدية لممثلي الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران في العاصمة الكازاخية.
وفي ظل غياب فصائل المعارضة الممثلة للجبهة الجنوبية، يطغي ملف ترسيم مناطق خفض التوتر على أعمال الجولة الحالية، حيث من المفترض أن يتم التطرق إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتحليق الطيران الحربي فوق تلك المناطق ونشر وحدات أمنية فيها.
فيما ستتم كذلك مناقشة ملفات تتعلق بإيصال المساعدات وإعادة الإعمار، وتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية، بجانب حضور ملف مكافحة الإرهاب وبقوة على جدول الأعمال، الذي قد يتوسع ليشمل بحث آليات لنشر قوات روسية وتركية في إدلب، وأخرى إيرانية روسية في دمشق ومحيطها، وثالثة أردنية أمريكية في درعا، بحسب تصريحات سابقة للناطق باسم الرئاسة التركية. الجولة الجديدة يشارك فيها بالإضافة إلى الدول الضامنة كل من الولايات المتحدة ممثلة بمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ستيوارت جونز، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فضلا عن وفد أردني يرأسه مستشار وزير الخارجية نواف وصفي التل.
وحول طبيعة المحادثات، أكد وزير خارجية البلد المضيف خيرت عبدالرحمنوف أن النسخة الخامسة من أستانا ستكون مثيلة لسابقاتها، حيث لن يجتمع ممثلو النظام أو المعارضة على طاولة واحدة.
ووفقا لمبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، يتوقع أن يتم الاتفاق على نقاط عدة خلال هذه الجولة لا سيما مناطق تخفيف التصعيد.
فيما أشار المبعوث الأممي إلى سوريا إلى أن اللقاءات المقبلة سواء في أستانا أو جنيف ستمثل اختبارا لرغبة الأطراف في الوصول إلى تسوية حقيقية للأزمة.
وعلى صعيد الرقة، أعلنت قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في بيان «أن قوات التحالف دعمت تقدم قوات سوريا الديموقراطية في الجزء الاكثر تحصينا من المدينة عبر فتح ثغرتين صغيرتين في سور الرافقة المحيط بالمدينة القديمة».
وأوضحت أن طائرات التحالف «شنت غارات محددة الهدف على جزءين صغيرين من السور مما أتاح لقوات التحالف وشركائها اختراق المدينة القديمة في أماكن اختارتها هي، وحرمت تنظيم داعش الإرهابي من استخدام ألغام زرعها وعبوات ناسفة، وحماية قوات سوريا الديموقراطية وأرواح المدنيين والحفاظ على الغالبية العظمى من السور».
ويبلغ طول أجزاء السور التي استهدفتها الغارات وفق البيان 25 مترا ويبلغ القسم المتبقي من السور 2500 متر.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية من جهتها في تغريدات على حسابها على موقع تويتر «انها تقاتل قرب مركز الرقة» مشيرة الى «ان الضربة الجوية الدقيقة أتاحت دخول قواتها وتجنب مفخخات داعش».