لم يحقق مكاسب مالية من الطبعات الكثيرة لروايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال»، فهو من الذين يكتبون رغبة في الكتابة، على رغم أن الرواية نفسها جلبت له الكثير من المتاعب، كما جلبت له الكثير من الشهرة.
وتقديراً لمساهمة الأديب السوداني الراحل الطيب صالح، في مجال الأدب، احتفى محرك البحث «جوجل»، أمس، بذكرى ميلاد الـ88، وزين «جوجل» صفحته الرئيسة، برسم لـ«عبقري الرواية العربية» كما يطلق عليه النقاد، حيث ولد صاحب الرواية الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال» في 12 يوليو 1929 الموافق 1348هـ، في السودان.
الطيب صالح، هو أديب سوداني، اسمه كاملا الطيب محمد صالح أحمد، ولد بقرية كرمكول التابعة لإقليم مروي بشمال السودان، وينتسب الطيب لقبيلة الركابية، حصل على البكالوريوس في العلوم من جامعة الخرطوم، ثم استكمل دراسته في إنجلترا، وأخذ في دراسة الشؤون الدولية السياسية.
أما حياته العملية، فقد تنقل خلال حياته المهنية بين عدة وظائف، وبين عدة بلدان، الأمر الذي أكسبه معرفة كبيرة وتجارب واسعة أثرت على كتاباته ورواياته، فعمل الطيب في إدارة إحدى المدارس فترة قصيرة، وأيضا عمل في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، واستمر الطيب في الإذاعة حتى عين مدير قسم الدراما، ثم تقدم باستقالة وعاد للعمل في السودان، حيث عمل في الإذاعة السودانية لفترة قليلة.
واتسمت رواياته بالميل للأدب السياسي، حيث تطرق خلال رواياته إلى المواضيع السياسية والاستعمار، كذلك تأثر بوجوده في إنجلترا، فكتب روايات تناقش الاختلاف بين الحضارة العربية والحضارة الغربية، كذلك للطيب العديد من القصص القصيرة، التي لا تقل عن قصص نجيب محفوظ، وطه حسين.
حصلت روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» على لقب الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين من قبل الأكاديمية العربية في دمشق، وتعد واحدة من أفضل مائة رواية في العالم، وترجمت الكثير من رواياته إلى أكثر من 30 لغة، وحُولت بعض رواياته لأعمال درامية وسينمائية، فحصلت روايته «عرس الزين» على جائزة من مهرجان كان، بعد أن حولت لفيلم سينمائي للمخرج الكويتي خالد صديق.
غيب الموت الروائي السوداني الطيب صالح، بأحد مستشفيات لندن في 18 فبراير 2009، وتم تشييع جثمانه يوم 20 فبراير، وحضر جنازة الطيب عدد كبير من الشخصيات العامة السودانية، يأتي على رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير.