الشرقية تدخل كتلة حارة تلامس الخمسينات المئوية ابتداء من اليوم

تشهد أجواء منطقة الشرق الأوسط بما فيها دول الخليج، هذه الأيام، أعلى موجة حارة لهذا العام تتجاوز الـ50 درجة مئوية، حيث يعتبر شهر يوليو أعلى شهور السنة حرارة رقميا، فيما يكون شهر أغسطس القادم بعد أيام أقل، ولكن الشعور بالحرارة يكون أعلى لارتفاع درجات الرطوبة، وتشتد الحرارة بالمنطقة الشرقية، بحيث تلامس درجة الحرارة الخمسينات المئوية في العظمى اعتبارا من اليوم الاثنين، متوقعا استمرارها في هذا المعدل خلال عشرة أيام، مع تصاعد تدريجي في نسب الرطوبة الذي يضاعف من شدة الحر، نظرا لمفعول هذا العامل مؤثرا في الشعور بدرجة الحرارة المحسوسة التي تكون أعلى قياسيا بما يزيد على 20%. وأوضح خبراء طقس لـ«اليوم» أن الأصل في هذه الفترة والتوقيت هو الحر، وارتفاع درجات الحرارة على المناطق الداخلية، وزيادة نسب الرطوبة على السواحل، وهذا أمر طبيعي، تزداد في سنوات وتكون أقل حدة في سنوات أخرى، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة عدة ظواهر جوية، حيث تعد هذه الفترة هي الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة منذ دخول الصيف وهناك عوامل أخرى مسببة للارتفاع المستمر بحرارة الجو، ومنها: الاحتباس الحراري، وتلوث الهواء بالغبار العالق والتغير في حركة الرياح وزيادة نسبة الرطوبة على السواحل في الخليج العربي والبحر الأحمر. ##عدة عوامل وقال محلل الطقس بشبكة البراري عبدالهادي العبدالهادي: «تشهد المملكة خلال هذه الأيام ارتفاعا في درجات الحرارة نتيجة عدة ظواهر جوية ومنها ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذا الارتفاع دائما يأتي مع بداية دخول الجوزاء الثانية». وأضاف «العبدالهادي»: «نعاني هذه الأيام من ارتفاع حاد في درجات الحرارة بشبه الجزيرة العربية خاصة في شرق وشمال شرق المملكة والكويت ويعود ذلك الارتفاع أيضا لأسباب كثيرة ومن اهمها خضوع هذه المناطق طول فصل الصيف لتأثير منخفض الهند الموسمي فتتحرك الرياح من أعالي قمم جبال غرب إيران منحدرة إلى مناطق منخفضة فتحتك الرياح بسفوح الجبال فيؤدي ذلك لارتفاع درجة حرارتها، وسيطرة مرتفع جوي شمال المملكة مما يسبب هبوط التيارات الهوائية التي تعمل على ضغط الهواء في طبقات الجو السفلى فترتفع درجات الحرارة مما يؤدي إلى حبس التيارات الحارة الصاعدة من سطح الأرض ما يؤدي إلى ارتدادها مرة أخرى إلى الأرض فتشتد درجات الحرارة فتصبح المنطقة منطقة حارة ومغلقة من جميع الجهات وتستمر لعدة أيام أو أكثر، إضافة إلى أن منطقة حوض الخليج العربي ومنها شرق المملكة بصفة عامة منخفضة الارتفاع وهذا يؤدي إلى احتباس الحرارة وبقائها لوقت طويل وهذا الارتفاع بحرارة الجو يسبب مشاكل على المحاصيل الزراعية ومنها التمور والخضراوات وغيرها من المحاصيل الزراعية». ##كتلة حارة من جانبه، توقع الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني كتلة حارة «كاتمة» بدءا من اليوم تعتبر الرابعة منذ دخول صيف هذا العام على الرياض والقصيم والشرقية والشمالية وحائل والجوف يتبع، وتأتي هذه الكتلة بعد انزياح السابقة مما ساعد في انخفاض طفيف في الحرارة من ثلاث إلى أربع درجات مئوية، والمتوقع ارتفاع الحرارة الى درجات قياسية لتعانق الخمسين درجة مئوية على الرياض والقصيم والجوف والشمالية لأول مرة منذ دخول صيف هذا العام ويساعد على نضج سريع للتمور فيها مع رطوبة عالية على الشرقية يؤدي إلى ارتفاع الحرارة. ---- ##الحيزان: مرتفع حراري في أجواء شبه الجزيرة العربية قال الباحث في علوم الطقس نزيه الحيزان: «الأصل في هذه الفترة والتوقيت هو الحر وارتفاع درجات الحرارة على المناطق الداخلية وزيادة نسب الرطوبة على السواحل، وهذا أمر طبيعي، تزداد في سنوات وتكون أقل حدة في سنوات أخرى، وهذا عائد بعد مشيئة الله تعالى لسيطرة المرتفع الحراري القابع في أجواء شبه الجزيرة العربية والذي يبدأ بالتمدد من منتصف شهر يونيو، حيثُ تستحكم شدة الحرارة مع تقدمنا إلى شهر يوليو وأغسطس ذروة حرارة الطقس، ثم تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي المتباطئ مع دخولنا في شهر سبتمبر أول فصل الخريف، حيث يبدأ التغير الملموس في درجات الحرارة من ساعات الليل المتأخر وساعات الصباح الأولى، ثم تتسع ساعات الشعور بالتغير وتمتد لفترات أطول وتأخذ من ساعات النهار ومنتصف الليل حتى تبلغ التغير أو التحول الكامل والشعور الحقيقي بالتغير من منتصف شهر اكتوبر. وأضاف الحيزان: تعتبر هذه الموجات اعتيادية وتتغير أو تزداد شدتها على حسب قوة واستحكام المرتفع الجوي الحراري والذي يطلق عليه مسمى منخفض الهند الموسمي، وإن كنت أرى أن لشبه الجزيرة العربية مناخها الخاص، وأعزو هذا الارتفاع في درجات الحرارة لمنخفض حراري يسيطر على شبه الجزيرة العربية. --- ##ما هي ظاهرة الاحتباس الحراري؟ الاحتباس الحراري هو ظاهرة عالمية تتمثل في ازدياد حرارة الغلاف الجوي للكرة الأرضية. هذا الاحتباس هو نتيجة ارتفاع مفرط للغازات الدفيئة، وهي على الأرجح نتاج الثورة الصناعية. الغازات الدفيئة هي مجموعة من الغازات التي تتراكم في الغلاف الجوي. وتتكون تلك الغازات من: - بخار الماء - ثاني أكسيد الكربون - غاز الميثان - أكسيد النيتروز - الأوزون تقوم الغازات الدفيئة بحبس الأشعة تحت الحمراء (أو الحرارة عموماً)، مما يؤدي إلى ازدياد درجات الحرارة داخل الغلاف الجوي للكرة الأرضية. ويعد هذا الأمر المفتاح الأبرز لظاهرة الاحتباس الحراري، فالمستوى العالي من الحرارة المنبعثة من الشمس ترجع إلى الأرض للمرة الثانية بدلاً من ذهابها خارج الغلاف.