مواقف المملكة مشهودة أمام العالم كله بنصرتها للقضايا الاسلامية العادلة، وطالما وقفت بكل امكاناتها لدعم المسلمين في كل مكان والوقوف الى جانبهم في كل الحالات والأحوال، ولا يمكن تعداد المواقف الصلبة التي وقفتها المملكة في سبيل دعم القضايا الاسلامية ودعم المسلمين والمنافحة عن أزماتهم الى أن يتم الانتصار لهم ولقضاياهم الاسلامية، وهي رسالة تحملتها المملكة منذ زمن بعيد.
وها هي المملكة تنتهج موقفا مسؤولا وحيويا وحيكماً، فمنذ تفجر الأزمة التي افتعلتها الحكومة الصهيونية في المسجد الأقصى، أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العديد من الاتصالات مع زعماء العالم المؤثرين يحثهم فيها على بذل مساعيهم لمنع إسرائيل من الاستمرار في عدوانها وانهاء جريمة جريمة اغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين ومنعهم من أداء فرائضهم وصلواتهم في أولى القبلتين. وتأتي هذه الاتصالات انطلاقا من ايمان الملك -يحفظه الله- بأهمية دعم قضايا الاسلام والمسلمين في كل مكان. خاصة قضية القدس الشريف وقضية فلسطين وهما القضيتان التي حظيتا بدعم مستمر وبارز من الدبلوماسية السعودية طوال السبعين سنة الماضية.
وتكللت جهود خادم الحرمين الشريفين بالغاء القيود الصهيونية المفروضة على المسجد الأقصى، وساندت المملكة الفلسطينيون الأبطال الذين أصروا على ازالة كل العوائق التي وضعتها قوات الاحتلال الاسرائيلي لمنعهم من أداء صلواتهم في المسجد، ودعمت الحق الفلسطيني وحق المسلمين في أداء صلواتهم في قبلتهم الأولى. وهذا المسعى لا ينتظر منه خادم الحرمين الشريفين شكرا أو منة من أحد، فهو يؤديه لوجه الله تعالي الذي شرف هذه البلاد الآمنة المطمئنة بخدمة الحرمين الشريفين وتعزيز القضايا الإسلامية والعربية وقضية الأقصى على وجه الخصوص.
كانت الجهود مثمرة، ونجحت بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة للمملكة وعاد الأقصى إلى أهله، ليأدوا صلواتهم بطمأنينة وسلام.
لقد تم بعون الله وتوفيقه وفقا لهذا العمل الاسلامي الجليل الحفاظ على كرامة المسلمين وأمنهم في القدس الشريف وحقوقهم، وهذا العمل يضاف الى سلسلة من الأعمال الكبرى التي بذلها خادم الحرمين الشريفين لإجهاض الخطط الإسرائيلية لتقسيم الأقصى أو تهويده ومنع مصادرة مدينة القدس الشريف.
وأكدت المملكة مجددا على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية من خلال مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لتسوية أزمة هي من أطول الأزمات في العصر الراهن، وهو تأكيد يسجل وحدة الموقف العربي والدولي تجاه القضية الفلسطينية.
ولا شك أن دول العالم مدعوة اليوم للوقوف الى جانب المملكة وهي تنادي بتلك المبادرة التي يتضح أنها السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وتتوقف المأساة الفلسطينية التي عمرت أكثر مما يجب بسبب تجاهل الدول الكبرى لمسئولياتها الإنسانية تجاه الشعوب.