DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غلاف «الالتفاف على الاستشراق» (اليوم)

«الالتفاف على الاستشراق» ومحاولة تحرير المصطلح

غلاف «الالتفاف على الاستشراق» (اليوم)
غلاف «الالتفاف على الاستشراق» (اليوم)
أخبار متعلقة
 
يقع كتاب (الالتفاف على الاستشراق.. محاولة التنصل من المصطلح) الصادر عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، لمؤلفه الدكتور علي بن إبراهيم النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية السعودي سابقا. في 182 صفحة من القطع الصغير، وهو كتاب يبحث في (علم الاستشراق) وحقيقته، وأهدافه، وأبعاده وآثارها، الايجابية منها والسلبية. كما تطرق الباحث والمؤلف من خلاله أيضا، الى التعريف بالاستشراق كمصطلح، ومفاهيمه المتعددة، ومدلولاته المتنوعة، سواء ما كان منها عند العرب والمسلمين، أو ما كان منها عند الأمم والشعوب الأخرى. وفي الصفحة الأولى من الكتاب، والتي جاءت كافتتاحية لموضوعه، يقتطف المؤلف جزءا من مقالة للسيد محمد الشاهد، أحد المختصين في علم الاستشراق، وذلك ضمن موضوع له جاء تحت عنوان «الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين» إذ يقول: (كثر الحديث في العقدين الأخيرين من هذا القرن العشرين عما يسمى في بلادنا ظاهرة الاستشراق، شارك فيه المتخصص، وغير المتخصص، من يعرف لغات الاستشراق ومن لا يعرفها، فجاء معظم الحديث نقولا عن نقول، أخذت عن ترجمات فيها الصواب والخطأ، وأصبح ميدان الاستشراق أو كاد حلا لمن أراد التأليف السريع، لا يتطلب من طالبه سوى جمع بعض ما سبق، وتوليفه وتزيينه بعناوين جذابة ترضي ذوق متوسطي الثقافة). انتهى كلامه. وبشكل أوضح مما مر بنا يستعرض المؤلف موضوع الاستشراق في كتابه هذا، كما جاء في المقدمة، اذ يقول: (كان للاستشراق أثره الايجابي والسلبي في الفكر العربي والإسلامي، منذ أن انطلق في بداياته من الأديرة والكنائس، مما جعل قسطا من هذا الأثر لا يخدم الفكر الاسلامي والعلوم الاسلامية، فأدى هذا المنحى الى وقوف العرب والمسلمين، علماء ومفكرين، في مواجهة هذا الأثر السلبي للاستشراق، لا سيما ما له علاقة مباشرة بالتعاطي مع الحضارة والثقافة الاسلامية، مقدرين تلك الآثار الايجابية التي قدمها الاستشراق للثقافة الاسلامية. أدى هذا الموقف العربي الاسلامي، في وقت متأخر بـ «باريس عام 1393هـ/‏ الموافق لعام 1973م» الى اعلان المستشرقين التخلي عن مصطلح الاستشراق، والاستعاضة عنه بالانتساب الى فروع المعرفة، من أدب وتاريخ واجتماع وأنثروبولوجيا، وعلوم اسلامية، بتوجيهها الى الحضارة الاسلامية والواقع المعاصر). وحول موقف المؤلف من هذا الموضوع وكيفية معالجته له عبر كتابه يضيف قائلا في المقدمة ذاتها: (تعالج هذه الوقفات هذا التوجه الجديد من منطلق نقد الاستشراق، وتسعى الى تحرير المصطلح وأسباب السعي الى التخلي عنه، وامكان ذلك، والتوجه من قبل العلماء والمفكرين العرب والمسلمين الى مفهوم الاستغراب من منطلق انتمائي، لا يتبع المنهج الذي سار عليه الاستشراق، في انطلاقاته التي اتسم بعضها بالعديد من الاساءات. لعل هذه المعالجة تقدم شيئا يسيرا في نقد الاستشراق). انتهى كلامه. هذا الكتاب عمل يقدم وقفات عدة للاستشراق والمستشرقين، مبتدئا بتحديد مفهوم هذا العلم، وأبرز رواده، ثم دوافع نشوئه، ودعوات الغربيين وغيرهم إلى تخلي العرب والمسلمين عن ثوابتهم وعقائدهم، والاستعاضة عنها بحضارة العلوم والتقانة. كذلك ما قام به المؤلف من نقد مصطلح الاستشراق، والتفاف المستشرقين المعاصرين عليه، واستبدال مصطلحات أخرى به، مع الاستشهاد بنماذج مختارة من المستشرقين الملتفين، وارتباط الاستشراق بالتنصير (التبشير) ثم تناول ظهور فكرة قيام حركة مضادة للاستشراق، المسماة بـ (الاستغراب) وهي حركة تهتم بالغرب ثقافة وفكرا وأدبا، وكذلك تناول ما تم طرحه عن مفهوم التسامح بين الفكر الاسلامي والثقافات الأخرى، وتأثير البعض على ذلك.