افتتحت مسرحية «الصندوق المجنون» مساء أمس الاول، عروض نشاط الجنادرية المسرحي 31، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني ممثلة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يقام بمحافظة الطائف خلال الفترة 5-13 ذوالقعدة بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف.
تناولت المسرحية التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بجدة مجموعة من المجانين في مصحة نفسية كانوا يبحثون عن وسيلة مسليه لزميلهم الحزين، ما جعلهم يشاهدون التلفاز الذي رمز له بالصندوق المجنون بعد ان شاهدوا فيه لقطات من الاخبار تتضمن احداث التفجيرات والقتل والنحر والابادة، والذي جعلهم يؤكدون ان ما يحدث في خارج المصحة النفسية هو الجنون بعينه.
المسرحية من تأليف فواز العتيبي، وإخراج صالح امام، ومساعد مخرج ماجد سفران، مؤثرات صوتية فتحي طادين، مكياج كمال سندي، وتمثيل هاني باسلامة، زكريا البشير، علاء الدين بخض، احمد حنيفة، راشد الراجحي، نمي الشريف، انس خياط، وخالد المالكي، وإشراف عام مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الدكتور عمر الجاسر.
وفي الجلسة النقدية التي تلت العرض وأدارها الفنان حمود الحارثي بحضور مؤلف ومخرج المسرحية، قال الناقد المسرحي عبدالله عقيل: إن العمل المقدم دون المأمول، ففي بعض الاحيان يكون الانسان عدو نفسه حينما يمارس شيئاً بلا وعي، مع أن العالم من حوله قد قفز في هذا المجال قفزات عدة، لو شاهدها لتمنى أنه لم يولد بعد، وبين في المسرح الحديث هناك اربعة نصوص، نص للمؤلف، ونص للمخرج، ونص للممثل، ونص للمتلقي.
وأضاف عنوان النص يحمل عنوان الصندوق، ووجدت الاجابة مباشرة في النص والعرض على أن الصندوق هو التلفزيون، وكنت أتمنى ان يتساءل المتلقي ما هو الصندوق، كما تقرر أن يكون في هذا العمل الصندوق مجنوناً، ولم تتركوا القرار للمتلقي، لماذا لم يكن العنوان الصندوق فقط، لتزرع التساؤل في أذهان المتلقين، ومن عنوان النص قبل أن أقرأه توقعت أن يكون العمل للطفل لأني قرأت نصوصا معنونة بعنوان قريب من هذا العنوان.
وقال: كتب النص بثقافة شعبوية عامية، لم يحمل في طياته أي فلسفة عميقة تجعلني كمتلق أعيد هذه الفلسفة في نصي، حيث ذكر الكاتب أن المكان مصحة مليئة بالملاءات البيضاء الموجودة في كل مكان وكنت اتوقع ان يظهر هذا النقاء في صفات المجانين، ما حدث انهم لم يكونوا مجانين ولكنهم محبطون، أفكار النص مستهلكة، وافتقدنا لشاعرية اللغة، كما أن الحركة كانت مقننة وواضحة ولم يكن لها معنى، الموسيقى التي وضعت مع دخول الممثل الثالث لم تكن في مكانها، هناك انفصال في الشخصية عن الدور الذي قدمه الممثل، لا بد من التدريب الجاد للممثلين على الصوت والحركة والتنفس ونطق الكلام.
وفي المداخلات التي تلت العرض اشاد الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي بإمكانيات المخرج صالح إمام، ولكن المشكلة تكمن في أنه يعود بفريق جديد في كل مرة، والعمل به كثير من الاشكاليات في الاداء والنص، لافتاً إلى أن المخرج مغرم بخيال الظل.
وقال المخرج المسرحي فهد الاسمر: إنه من الايجابيات في العمل المقدم هو صعود هؤلاء الشباب على خشبة المسرح، والنقد يعتبر درساً مجانياً في المسرح، وقال الفنان عبدالله الصايغ: الممثلون جدد ويحتاجون إلى الوقت وإلى تدريب طويل ليستطيعوا أن يسيطروا على انفسهم ويسيطر المخرج عليهم.
يذكر ان نشاط الجنادرية المسرحي يستضيف اليوم (الاثنين) مسرحية «مسافر ليل» لنادي المسرح بجامعة الملك خالد بابها.