قلوب العالم الإسلامي في كل بقاع العالم تنتظر هذا الركن العظيم من أركان الإسلام كل عام وهو الحج الذي تتشرف هذه الديار العظيمة من أجله بخدمة ضيوف الرحمن لكي يتم حجهم بكل يسر وسهولة، ولقد شاهد الجميع من كل الدول الإسلامية مدى الحرص والمصداقية والحب وتسهيل كل الخدمات لحجاج بيت الله على مدى سنوات طويلة بكل يسر وسهولة ملبية للحاج كل أمانيه أن يعيش هذه الأيام بروحانية متجردا من كل مطامع الدنيا ليرجع كيوم ولدته أمه ولكن مع الأسف تظهر بعض الأصوات التي تحاول أن تدس السم فى العسل وأن تطالب بأن يكون هذا الركن الإسلامي العظيم أسلوبا للتحريض وتعريض حجاج بيت الله لأمور دنيوية مثل تسييس هذا الركن العظيم وتشتيت فكر الحجاج، ناسين أن قلوبهم وعقولهم متعلقة بخالقهم ليتم هذا الركن بسكينة وروحانية ليعود الجميع لديارهم محققين قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: «من حج ولم يرفث أو يفسق عاد كيوم ولدته أمه».
إن من يطالب بأن يكون حجه لأمور دنيوية خسران لأن قلوب الحجاج متعلقة بخالقها وفريضتهم يجب أن تكون مكتملة الشروط، وأن بعدهم عن هذه الأمور من أهم الواجبات وأن من يقف في وجه كل إنسان يحاول أداء فريضته التي يحلم بها طوال العمر سوف يتحمل ذنبا عظيما.
وهذه الديار مفتوحة لكل المسلمين ونتشرف بخدمتهم بعيدا عن هذه الأبواق التي تحاول أن تعكر صفو فريضتهم كل سنة.. لماذا هذه البلبلة؟ لماذا وضع العراقيل المصطنعة؟ لمنع بعض الحجاج من آداء فريضتهم؟ لماذا التشكيك في خدمات تقدم للحجاج يشهد لها القاصي والداني ونسعد ونشكر خالقنا أن سخرنا لخدمتهم.. ما يقوم به بعض المشككين يكذبه نجاح مواسم الحج في السنوات الماضية حج خلالها مسلمون من كل بقاع الدنيا وشاهدوا ما يقدم لهم من خدمات يفخر بها الجميع.
إن تشريف هذه الديار بخدمة حجاج بيت الله شرف عظيم يحرص عليه خادم الحرمين ولن نسمح بأن يكون لبعض النفوس تسخير بعض الأمور الدنيوية لأغراض دنيوية تافهة وللنيل من المملكة.
إن عُبَّاد الله قاصدون بيته العتيق كما أمرهم خالقهم في محكم كتابه: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» اللهم وفق حجاج بيت الله وسخر الجميع لخدمتهم.