في إحدى المرات سمعت الدولي المعتزل فهد المهلل يتحدث بحرقة عن المنتخب السعودي بين الماضي والحاضر.
حينها كان ينتقد بشدة الطريقة الحالية لاختيار اللاعبين المنضمين إلى تشكيلة الأخضر لتمثيل الوطن في أي بطولة يشارك فيها.
أكثر أمر كان يزعج المهلل هو سهولة الوصول إلى قائمة المنتخب السعودي إلى درجة أن التألق أو البروز في مواجهة أو مواجهتين يعد تذكرة عبور مؤكدة إلى التشكيلة المختارة.
وفِي جزئية مهمة من حديث المهلل يقول إنه لم يكن يتذوق طعم النوم هو وبقية زملائه اللاعبين في ليلة اعلان أسماء اللاعبين المنضمين إلى المنتخب السعودي، وكل واحد منهم كان ينتظر اتصال الاستدعاء بل ان الأمر بالنسبة لهم كان بمثابة الامتحان الصعب لعدم ضمان موقع ثابت، في ظل الزحام الشديد الذي كان يميز الهجوم السعودي بوجود 6 لاعبين على الأقل ممثلين في ماجد عبدالله وسامي الجابر وسعيد العويران وحمزة ادريس وعبيد الدوسري، إضافة الى المهلل وبعد الانضمام تستمر ملازمة القلق لهم إلى حين اعلان القائمة النهائية مما يجعلهم يضاعفون الجهد في التدريبات والمباريات الودية والرسمية من أجل الثبات.
لكم أن تتخيلوا كم كان الهجوم السعودي غنياً بلاعبين من الوزن الثقيل يحجزون موقعهم في القمة وينافسون على صدارة هدافي أي بطولة يخوضونها سواء كانت مع الأندية او المنتخبات.
لكم أن تتخيلوا كيف كان الأداء الضارب للهجوم السعودي في تلك الفترة رغم عدم وجود عقود احترافية تحلق أرقامها عالياً في السماء، حيث كان الهم الأكبر لدى اللاعبين تسجيل الانتصارات الواحد تلو الآخر باسم الوطن.
ما دعاني إلى استحضار حديث المهلل ما تمر به الملاعب السعودية في الفترة الحالية من تراجع في أعداد المهاجمين خاصة في ظل اعتماد الأندية بشكل كبير على المحترفين الأجانب في خط المقدمة.
ولا أنسى أن أهمس في أذن مسؤول كل نادٍ بضرورة الاهتمام بالمهاجمين المحليين والعمل على صقل مواهبهم وتأهيليهم بالشكل الصحيح لأن ذلك سيكون له مردود إيجابي على المنتخب السعودي ورياضة الوطن.