تلقّى النفط الخام وخام غرب تكساس الوسيط دعماً إضافياً بعد تراجع المكاسب التي حققها بين شهري يونيو وأغسطس إلى حوالي النصف.
وجاء الهبوط الأخير في أعقاب إصدار الحكومة الأمريكية تقريرها الأسبوعي حول أسهم النفط وإنتاجه.
ولم يلقَ الانخفاض السابع على التوالي في مخزونات النفط الخام والتراجع الموسمي في إجمالي مخزونات النفط الأمريكية اهتماماً كبيراً، بالمقارنة مع الأصداء التي حققتها الزيادة الأسبوعية في إنتاج النفط الخام من 79 ألف برميل يومياً إلى 9,5 مليون برميل يومياً، أي بما يقارب الرقم القياسي البالغ 9,6 مليون برميل يومياً والذي سجله إنتاج النفط في شهر يونيو من عام 2016.
وواجه النفط تراجعاً آخر بعد المكاسب الأخيرة التي حققها.
وجاء ذلك نتيجة لعدم التزام المنتجين بأنشطة التحوط الخاصة بهم بعد ارتفاع عقود خام غرب تكساس الوسيط لعام 2018 مرة أخرى إلى أكثر من 50 دولاراً أمريكياً للبرميل.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن وكالة «رويترز»، والتي تضمنت تحليلات للبيانات المالية الصادرة خلال الربع الثاني من العام، يحتاج منتجو النفط الصخري الأمريكيون لأن يسجل خام غرب تكساس الوسيط حوال 50 دولاراً للبرميل من أجل تحقيق الاستقرار.
وبناءً على ذلك، تبقى احتمالات صعود الأسعار لتتجاوز 50 دولاراً أمريكياً للبرميل محدودةً في ظل مساعي منظمة أوبك الرامية إلى إزالة الفوضى العالمية خلال وقت قريب، في حين ينطوي ارتفاع الأسعار على إمكانية زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي أكثر من ذلك.
وساهمت عودة خام برنت لمسار التراجع في تحفيز زيادة الفروقات السعرية -أي أن ترتفع معدلات تداول العقود الآجلة للشهر الأول عن الشهر الذي يليه- مما ساعد على تقدم خام برنت على خام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى إلى مستويات لم يبلغها منذ شهر ديسمبر 2015.
ويفضل المستثمرون عادة هذا التراجع لكونه يوفر دفعات إيجابية للمراكز المالية طويلة الأجل.
وهذا ما ظهر جلياً في «تقرير التزام المتداولين» الأسبوعي بتاريخ 8 أغسطس، حيث رفعت صناديق التحوط توقعاتها بالنسبة لخام برنت بمقدار 58,255 حصة، في حين خفّضت من توقعاتها الخاصة بخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 2,253 حصة.
وجاء التراجع في خام برنت -الذي يراه البعض مؤقتاً- كنتيجة لانخفاض إنتاج النفط في بحر الشمال وارتفاع مخزونات مصافي النفط، فضلاً عن زيادة الإمدادات النفطية من أوروبا ومنطقة غرب أفريقيا نحو القارة الآسيوية.
ويمكن للارتفاع الكبير والمستمر في أسعار خام غرب تكساس الوسيط أن يؤدي إلى زيادة الطلب على تصدير هذا الخام.
ومن شأن ذلك أن يسهم في الحد من تأثيرات المخزونات الأمريكية على التباطؤ الموسمي في الطلب من جانب مصافي النفط، والذي من المتوقع أن يبدأ في غضون أسابيع قليلة من نهاية موسم القيادة المكثفة للسيارات.
ولا تزال دورة الارتفاع الثالثة التي بدأت منذ شهر مارس قائمة حتى الآن، ولكنها واجهت بعض التحديات خلال الأسبوع الماضي.
وسجل خام برنت أفضل أداء نسبي له مدعوماً بالأثر النفسي الذي تركه وصول أسعاره إلى 50 دولارا أمريكيا للبرميل.
وطالما بقي سعر خام برنت فوق 48 دولاراً للبرميل، فإننا سنحافظ على وجهة نظرنا القائلة بأن الهبوط الحالي ليس إلا محاولة للوصول إلى أدنى مستوياته قبل ارتفاعه مجدداً ليبلغ 55 دولاراً أمريكياً للبرميل.