تتصاعد خلافات انقلابيي اليمن يوما بعد آخر، وتنذر الأجواء بين الطرفين بأنها في طريقها لصدام حتمي بين الطرفين.
وفي أحدث تطورات الخلاف المتصاعد ردت ميليشيا الحوثي أمس الاثنين بشكل رسمي على خطاب شريكهم المخلوع صالح الذي ألقاه الأحد أمام حشد لزعامات قبلية موالية له، والتي جاءت في الأصل رداً على خطاب زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي السبت، والتي هاجم فيها حزب المخلوع بشكل مباشر وصريح.
وجاء رد الحوثيين أمس على لسان الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام وجه من خلاله اتهامات مباشرة للمخلوع صالح وحزب المؤتمر.
وفي أول رسالة وجهها للمخلوع اتهم عبدالسلام شريكهم في التنقلاب بالتقاعس في الحرب التي أشعلوها في اليمن.
ووجه عبدالسلام اتهاماً مباشرا للمخلوع ما اسماه تعطيل أعمال القضاء وما يسمى بالمكتب التنفيذي.
وكان المخلوع صالح رد في خطاب أمام أنصاره على خطاب زعيم الميليشيات أمس الأول موضحاً عدة نقاط أساسية في الخلاف بين الطرفين، في الوقت الذي قال مراقبون إن خطابي الرجلين كشفا عن نهب أموال طائلة تقدر بمليارات الريالات من خزينة الدولة التي سيطر انقلابهم عليها بقوة السلاح.
وصعّد خطاب زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي السبت أمام قبلييين موالين له من الخلاف مع شريكه - حزب المؤتمر - في خطاب وصف بالتهديد الصريح للحزب.
ويقول مراقبون: إن الطرفين على أعتاب حرب قد تفتك بالتحالف الداخلي بين قطبي الانقلاب في صنعاء، الأمر الذي سينعكس على الأزمة اليمنية بشكل عام ويعيد ترتيب الحلول العسكرية والسياسية بحسب المراقبين.
وتفاجأ أنصار المخلوع صالح صباح الأحد اثناء مواصلة استعداداتهم لتظاهرة خاصة بهم بتمزيق صور وملصقات الفعالية من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، غير أن هذا التصرف لم يوقف حملة الاعداد للفعالية حيث قال سكان في العاصمة صنعاء لـ «اليوم»: ان سيارات الحشد والتوجيه المعنوي تجوب شوارع العاصمة لحث المواطنين على الحضور والمشاركة في الفعالية.
ويحتفل المخلوع الخميس المقبل بالذكرى الـ 34 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي من خلال الحشد في صنعاء العاصمة، يقدم من كل المحافظات الامر الذي اعتبرته ميليشيا الحوثي محاولة انقلابية للسيطرة على العاصمة صنعاء.
وهدد زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي المخلوع صالح مساء السبت في خطاب ظهر فيه زعيم الميليشيا متوترا، وتم الاعداد لظهوره بشكل مفاجئ من خلال جمع عدد من انصار الميليشيا اطلق عليهم حكماء اليمن وذلك لإيصال رسالة الى المخلوع وحزبه.
وقال زعيم الميليشيا لأنصاره في إشارة الى المخلوع صالح: من يشق الجبهة الداخلية دقوا رأسه أي اقتلوه، ووصف المخلوع بالخائن والمتآمر وصاحب الصفقات والمستسلم والفاسد، ومن يعيق عمل حكومة الانقلاب والقضاء والمجلس الانقلابي. من جانبه، قال ياسر العواضي مساعد امين عام حزب المخلوع ورئيس كتلته البرلمانية: إن حزبه قام بآخر عملية استقطاب في العام 2005 حيث وصل عدد المنتسبين لحزبه أكثر من خمسة ملايين عضو، وأكد أن مرور 12 عاما منذ إجراء آخر عملية استقطاب هو سبب كاف لتحرك الحزب لتنشيط العضوية واستقطاب الشباب وتأطيرهم حزبياً وفق توجهات وطنية ووسطية بدل تركهم فريسة للتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف في إشارة الى ميليشيات الحوثي.
وقال: المؤتمر الشعبي العام حزب وسطي معتدل ومبني على التنوع، وليس ذا صبغة طائفية أو مذهبية أو فكرية واحدة فهو يؤمن بالتنوع وليس محصورا في جغرافية محددة فهو موجود في كل مديرية وقرية وحارة ومنزل.
وفي إشارة الى مؤامرة الميليشيات الحوثية منع الحشد في العاصمة قال العواضي: رهاننا على العاصمة صنعاء وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتصدى لكل المؤامرات وكلنا ثقة في قيادة المؤتمر بأنكم عند مستوى المسؤولية الملقاة على كاهلكم.