الترقب كان كبيرا قبل انطلاق منافسات دوري جميل الممتاز لكرة القدم، حيث كان الجميع ينتظر نتائج المعسكرات الداخلية والخارجية، التي أقامتها الفرق المشاركة في دوري الأضواء، بالإضافة للتعاقدات مع المحترفين الأجانب، عقب أن تم رفع العدد إلى (6) لاعبين أجانب، يمكن أن يكون أحدهم حارس للمرمى. جولتان انقضتا من دوري جميل الممتاز، حملتا بين طياتهما الكثير من الأحداث المثيرة، والمتعة التي تعطي انطباعا بأن الدوري السعودي سيكون مختلفا تماما هذا الموسم. «اليوم» وقفت على أبرز أحداث الجولتين الماضيتين قبل التوقف، وجاءت على النحو الآتي: نجح الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن من خطف الأضواء خلال الجولتين الماضيتين من دوري جميل الممتاز، حيث قدم نفسه بصورة مميزة جدا، ونجح في خطف العلامة الكاملة من خلال انتصارين على الاتحاد خارج أرضه، وعلى أحد على أرضه وبين جماهيره، ليتصدر جدول الترتيب متفوقا على الهلال بفارق الأهداف. وأعاد مهاجم نادي الاتفاق هزاع الهزاع اكتشاف نفسه، وذلك من خلال التألق الذي كان عليه خلال فترة الاعداد للموسم الجديد، الذي توجه بالتميز خلال الجولتين الماضيتين، ليتصدر ترتيب الهدافين بثلاثة أهداف، سجل اثنين منها في مرمى الأهلي، والثالث في مرمى النصر. وسجل هزاع الهزاع أهدافه الثلاثة في الشوط الثاني من لقائي الأهلي والنصر، وهو ما يشير إلى الجهازية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب، والتركيز المستمر حتى الثواني الاخيرة من عمر اللقاء. بعض المصادر الخاصة بـ «اليوم»، تؤكد أن هزاع الهزاع لم يتأثر بعدم استدعائه لصفوف الاخضر خلال لقائي الامارات واليابان في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم (2018) بروسيا، مبينة حرصه على تطوير امكاناته، وكسب ثقة مدرب المنتخب السعودي الهولندي مارفيك خلال الفترة المقبلة. ولم يقدم الهلال، بطل النسخة السابقة من دوري جميل الممتاز، المستوى المأمول منه خلال الجولتين الأولى والثانية من الدوري الممتاز، حيث ظهر بمستوى بعث العديد من علامات الاستفهام حول امكانية الفريق في المحافظة على اللقب، خاصة أن شخصية البطل هي فقط من أنقذته خلال مواجهتي الفيحاء والتعاون، حيث انتصر على الأول بهدفين مقابل هدف وحيد، فيما تغلب على الثاني بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. وشهد الموسم الحالي من دوري جميل الممتاز حدثا استثنائيا من خلال سماح الاتحاد السعودي لكرة القدم لأندية الدوري الممتاز بجلب الحارس الأجنبي. هذا القرار حظي بالنصيب الأكبر من النقاشات في الوسط الرياضي السعودي منذ اقراره، فهنالك مَنْ يرى صواب القرار، وهنالك مَنْ يرى أنه قرار سيعود بالضرر الكبير على مستوى الحارس السعودي في المستقبل القريب. ورغم اللغط الكبير الذي صاحب القرار، إلا أن (4) أندية فقط هي مَنْ جلبت الحارس الأجنبي، فيما جددت باقي الأندية ثقتها في الحارس الوطني. التعاون كان الفريق الأول الذي تعاقد مع الحارس الأجنبي، بجلبه لحارس المنتخب المصري وأحد أفضل الحراس في القارة الافريقية عصام الحضري، يليه أحد الصاعد لدوري الأضواء بالتعاقد مع الحارس الجزائري عز الدين دوخة، قبل أن يظفر الشباب بخدمات التونسي فاروق بن مصطفى، فيما تمثلت المفاجأة في موافقة الحارس العماني علي الحبسي على ترك الدوري الانجليزي، والانضمام لصفوف زعيم الكرة السعودية نادي الهلال. ويبدو أن التعاقد مع الحبسي لم تكن المفاجأة الوحيدة للهلاليين، بل كانت المفاجأة الأكبر في قرار المدرب الارجنتيني رامون دياز بوضع الحبسي على دكة الاحتياط خلال الجولتين الماضيتين، واستبعاده أيضا من القائمة الآسيوية، وهو ما بدأ منطقيا عقب تألق الحارس المميز عبدالله المعيوف، وان كان استبعاد الحبسي اسيويا مغامرة كبيرة نظرا لعدم وجود الحارس القادر على سد غياب المعيوف في حال غيابه لأي سبب كان. وعقب التعاقدات الكبيرة، التي اشعلت الوسط الرياضي السعودي خلال فترة الاستعداد لتواجده الأول في دوري جميل الممتاز، كان الجميع يترقب اطلالة فريق الفيحاء بين فرق دوري الأضواء. البداية كانت مميزة، حيث قدم الفريق أداء مميزا أمام الهلال بطل النسخة الماضية في الجولة الأولى، وكان قريبا من تحقيق التعادل لولا الركلة الجزائية، التي أضاعها في الدقائق الاخيرة من عمر اللقاء، الذي خسره بهدفين مقابل هدف وحيد. وفي الجولة الثانية، كانت جماهيره تنتظر أن يهديها لاعبو الفريق الانتصار التاريخي الأول لهم، وهو ما كاد يتحقق لولا تخلي مدربه الروماني جالكا عن واقعيته في الشوط الثاني، ليعاقبه الاتحاد، ويتغلب عليه بخمسة أهداف مقابل هدفين، وسط ضياع تام من لاعبي الفيحاء. وقد لا يكون مستوى الفريق الاتحادي خلال الجولتين الماضيتين من الأمور البارزة في دوري جميل الممتاز، لكن العودة المميزة خلال الجولة الثانية، وتجلي الروح الاتحادية المعروفة، كانت النقطة التي توقف عندها الكثيرون في الشارع الرياضي السعودي. الاتحاد بدأ الموسم بشكل غاية في السوء، وسط معاناة مادية كبيرة، وغياب اثنين من محترفيه الأربعة للإصابة، ليتلقى خسارة موجعة على أرضه وبين جماهيره بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
وحينما كان الجميع ينتظر خسارة ثانية لنمور الاتحاد أمام الفيحاء في الجولة الثانية، خاصة عقب تقدم الاخير بهدفين لهدف، كانت لروح العميد الكلمة الاكبر، حيث لم يتقبل نجوم الاتحاد التعرض لخسارة مرة اخرى، وانتفضوا بتواجد كارلوس فيلانويفا وأحمد العكايشي، ليعودوا من بعيد، ويحققوا انتصارا ثمينا جدا، وبنتيجة (5 -2). وقدمت العديد من فرق دوري جميل الممتاز مستويات متباينة خلال الجولتين الأولى والثانية، خصوصا فيما يتعلق بفرق الشباب والأهلي والقادسية وأحد، حيث كان الاستثناء الوحيد فريق الفتح، الذي ظهر بمستوى مخيف لعشاقه ومحبيه خلال كلتا الجولتين.