ارتبط الإيقاع السريع لحياتنا العصرية بمجموعة من العادات غير الصحية كالسهر وإهمال وجبتي الفطور والغداء وتحول العشاء للوجبة الأساسية في اليوم فلا نتعجب من زيادة أمراض السمنة والضغط والسكر وغيرها لأن الدم بعد الأكل يتشبع بالطاقة اللازمة للحركة وهي السكريات وعدم استخدام هذه الطاقة في النظام الحركي بعد الأكل يتسبب في تخزينها في الجسم على شكل دهون.
أثبتت الدراسات أن تناول الطعام متأخرا أو قبل النوم مباشرة يسبب الكثير من الأمراض أهمها ارتجاع المريء أو الارتجاع الحنجري البلعومي ويؤثر على المعدة الممتلئة ويؤخر عملية الهضم وفي نفس الوقت تضغط المعدة الممتلئة على الرئة وتحدث صعوبة في التنفس لذا ينصح بالاسترخاء بعد الأكل وليس النوم إذا لزم الأمر لأنه ينشط الدورة الدموية في المعدة ويساعدها على عملية الهضم والامتصاص على أكمل وجه كما ينصح بالحركة لأنها تبني الأنسجة العضلية المهمة لقوام الإنسان وصحة بدنه.
عن على بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أكل العباد ونومهم عليه قسوة في قلوبهم) وهنا يستحب ألا ينام مباشرة بعد الشبع فيجمع بين غفلتين فيعتاد الفتور ويقسو قلبه ولكن ليصل أو يجلس يذكر الله فإنه أقرب إلى الشكر حيث إن النوم بعد الأكل يوجب البطء في جميع الأفعال الحيوية في البدن والهضم وكثرة الغازات كما أننا نلاحظ ان معظم حالات الذبحة الصدرية تأتي بعد وجبة ثقيلة والنوم بعدها مباشرة فيجب ترك فترة تقرب من ساعتين تفصل بين انتهاء الطعام والنوم الطويل حتى تكون المعدة قد انتهت تقريبا من هضمه.
إن بعض الناس يتبعون نظاما صحيا في الأكل لكن التحدي الكبير يكمن في تغيير أسلوب حياتهم والتبكير في تناول العشاء وهم على علم بذلك فينبغي ان نتناول العشاء مبكرا فهو بمثابة التحول الأكبر في نمط حياة بعض الناس حيث سيتطلب تحقيق ذلك وجبات فطور وغداء أو حتى وجبات خفيفة مدروسة فضلا عن الحرص على تناول الأطعمة والمشروبات الصحية.
