تترقب السلطات وشركات التأمين بالولايات المتحدة الأمريكية توقف الإعصار هارفي وانحسار المياه من الشوارع والعقارات ليتم الكشف عن حجم الأضرار وتقييم الخسائر التي لحقت بالسيارات والمرافق العامة والمنازل والشركات، بحسب تقرير لـ«سي إن إن موني».
وقالت شركة «إير وورلد وايد» لمحاكاة وتقييم آثار المخاطر: إن الخسائر المؤمن عليها والناجمة عن الرياح العاتية فقط قد تصل إلى ما يزيد على 2.3 مليار دولار.
وأظهر تحليل آخر لشركة الأبحاث «كور-لوجيك» أن الإعصار هارفي قد يتسبب في دمار تصل خسائره الإجمالية لنحو 40 مليار دولار، ما يجعله واحدا من أكثر الأعاصير تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
وتوقع خبراء ومختصون أن تمتد الخسائر الاقتصادية التي من المتوقع أن يخلفها إعصار «هارفي» لتشمل جميع الولايات الأمريكية.
وقال الخبير بمحاكاة الكوارث الطبيعية ودراسة آثارها الباحث تشاك واتسون: لولا الأمطار والفيضانات التي صاحبت «هارفي» لكانت التكلفة الاقتصادية له نحو 5 مليارات دولار، لكن هذه الآثار المصاحبة للإعصار ستتسبب في ارتفاع المبلغ إلى 30 مليار دولار.
وكشف تحليل من «آر إم إس» عن احتمال تأثر 10% من منصات التنقيب عن النفط والغاز وغيرها من أصول الطاقة في خليج المكسيك سلبا بسبب الإعصار، مشيرا إلى أن هذه الأعمال فقط تقدر بنحو 20 مليار دولار.
وأضاف واتسون: إن إعصار «هارفي» الذي بلغ ولاية تكساس الأمريكية سيشكل «كارثة اقتصادية» على البلاد، حيث يرجح أن تصل تكلفة الأضرار إلى مليارات الدولارات، إلى جانب نسبة كبيرة ممن سيعانون جراء افتقارهم للتأمين الكافي لتعويضهم عن الخسائر كافة.
وأوضح وفقا لوكالة «بلومبيرج» فإن تكلفة الإعصار تشمل الآثار المترتبة على الفيضانات الجارفة التي أضرت بحركة العمال وشبكة الكهرباء والنقل والعناصر الأخرى التي تدعم قطاع الطاقة، وهو ما يضع «هارفي» ضمن أعنف 8 أعصاير ضربت الولايات المتحدة.
من جانبها قالت شركة «أون» للوساطة التأمينية في مذكرة للعملاء: إن ما تشهده تكساس هو حدث تاريخي، وسيستغرق الأمر أسابيع ليتم تقييم أثر وحجم الضرر بالكامل، لكن من الواضح بالفعل أن جزءا كبيرا من الخسائر الناجمة عن الفيضانات لن يتم تغطيته.
وفي مدينة هيوستن وحدها تجاوز معدل هطول الأمطار بالتزامن مع قدوم «هارفي» نظيره المسجل بالتزامن مع العاصفة المدارية «أليسون» عام 2011، والتي تسببت في أضرار بنحو 12 مليار دولار، لم تغط شركات التأمين منها سوى 5 مليارات دولار فقط.
وقد تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأول، بشكل ملحوظ، لينخفض «نايمكس» دون 47 دولارا بالتزامن مع إغلاق منصات بسبب إعصار «هارفي».
وهبط سعر العقود الآجلة لخام «نايمكس» بنسبة 2.4% عند مستوى 46.70 دولار للبرميل، كما انخفض سعر عقود خام «برنت» القياسي تسليم أكتوبر بنحو 1.1% مسجلا 51.82 دولار للبرميل خلال نفس الفترة.